أبوجا، نيجيريا – أصدر تنظيم داعش غرب أفريقيا، الفرع المنشق عن جماعة بوكو حرام، فيديو دعائيا أمس الثلاثاء، 9 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلن فيه مسؤوليته عن هجوم منسق استهدف موقعا عسكريا نيجيريا في قرية ميراري النائية بولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا.
وتقع ميراري قرب بحيرة تشاد، وهي منطقة تعتبر استراتيجية للسيطرة على طرق الإمداد.
وتعد هذه العملية، التي تأتي ضمن موجة متصاعدة من الهجمات ضد القوات المسلحة النيجيرية، الحادث الخامس عشر من نوعه في عام 2025 في جنوب ولاية بورنو، مما يشير إلى تحول تكتيكي واستراتيجي للتنظيم في المنطقة.
هجوم على ميراري نيجيريا: “داعش غرب أفريقيا” يستهدف قاعدة عسكرية قرب بحيرة تشاد “فيديو”
تفاصيل الهجوم الموثق بالفيديو
نشر الفيديو الدعائي، الذي تبلغ مدته حوالي 41 ثانية، عبر وكالة أعماق الإخبارية التابعة لتنظيم داعش. وبدأ الفيديو بلقطات ليلية تظهر تقدما سريعا للمسلحين تحت جنح الظلام، تلاها إطلاق نار كثيف واستخدام المتفجرات.
وأظهر الفيديو ثلاث مركبات عسكرية على الأقل، بما في ذلك سيارات من طراز هيلوكس، وهي تلتهمها النيران. واختتم بعرض “جرد مظفر” للمعدات المستولى عليها، والتي شملت أسلحة خفيفة (من طراز AK-47 وما شابهها)، وذخيرة، وأجهزة اتصال لاسلكية، وشاحنة صغيرة.
الإرهاب يستنزف أفريقيا.. نيجيريا تسجل أكبر الخسائر في الأرواح
وقدم التنظيم الهجوم على أنه “نصر إلهي” على “الصليبيين النيجيريين”، مع ترجمة مزدوجة باللغتين العربية والهوسا لضمان وصوله إلى الجمهور المحلي والدولي بهدف تعزيز التجنيد.
ووفقا لمصادر أمنية محلية، وقع الهجوم مساء 9 ديسمبر، حيث حصرت القوات النيجيرية مؤقتا بنيران كثيفة، مما أجبر بعضها على الانسحاب التكتيكي. وقام المهاجمون بنهب الموقع قبل الانسحاب لتجنب أي هجوم مضاد.
من هو خالد المسعود؟ مقتل جاسوس الشرع في مداهمة أمريكية ضد داعش بريف دمشق
سياق التصعيد الاستراتيجي
حتى الآن، لم يصدر الجيش النيجيري بيانا رسميا يؤكد الهجوم أو ينفي وقوع خسائر بشرية، رغم انتشار شائعات حول إصابات بين الجنود على منصات التواصل الاجتماعي.
يشير محللون، مثل المستشار الأمني دانييلي غاروفالو، إلى أن الإنتاج عالي الجودة لهذا الفيديو يعكس تحولا تكتيكيا لدى تنظيم داعش في غرب أفريقيا، الذي أصبح يعتمد بشكل متزايد على الدعاية لمواجهة ما يعتبره تقدما عسكريا نيجيريا ضده.
داعش في بورنو:
تاريخيا، تشكل داعش غرب أفريقيا عام 2016 بعد انشقاقه عن جماعة بوكو حرام بقيادة أبو مصعب البرناوي، ويركز على الهجمات ضد القوات الأمنية بدلا من المدنيين. وتعتبر ميراري، الواقعة قرب بحيرة تشاد، منطقة استراتيجية مهمة للتحكم في طرق الإمداد.
حرب بونتلاند: كيف تخدم الضريات الأمريكية ضد داعش حركةالشباب في الصومال؟
ويعكس الهجوم الأخير عودة نشاط التنظيم منذ يناير 2025، حيث نفذ ما لا يقل عن 12 هجوما منسقا على قواعد عسكرية في ولاية بورنو هذا العام.
ويظهر نجاح التنظيم في إصدار مثل هذه المواد الدعائية أن “داعش غرب أفريقيا” لا يزال يمتلك قدرة كبيرة على التخطيط والتنفيذ للهجمات المعقدة في منطقة شمال شرق نيجيريا.










