عملة الحج والعمرة تكشف أزمة الجنيه: لماذا لا يمرض الريال؟
سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم يدور في نطاق أعلى من 12.60 جنيه للشراء ونحو 12.70 جنيه للبيع في أغلب البنوك، مع استقرار نسبي في الحركة خلال الأيام الأخيرة وتذبذب محدود لا يتجاوز قروشاً قليلة صعوداً وهبوطاً، وسط طلب مستمر على العملة السعودية بسبب التحويلات الخارجية وموسم العمرة والزيارات للعمل.
مستويات السعر في البنوك اليوم
بيانات البنوك المصرية تشير إلى أن متوسط سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025 يدور حول 12.63–12.66 جنيه للشراء، وقرابة 12.68–12.70 جنيه للبيع وفقاً لمتوسطات البنك المركزي وأسعار أكبر البنوك.
على سبيل المثال، تتراوح الأسعار في بنوك كالأهلي المصري وبنك مصر وعدد من البنوك الخاصة بين نحو 12.61 و12.67 للشراء، وبين 12.67 و12.70 للبيع، ما يعكس حالة استقرار نسبي في النطاق السعري خلال آخر 48 ساعة مع تحركات طفيفة لا يشعر بها المواطن العادي إلا عند تبديل مبالغ كبيرة.
الفارق بين البنوك والسوق الموازية
مواقع رصد العملات اللحظية توضح أن سعر الريال في السوق الموازية (غير الرسمية) يتحرك في نطاق قريب جداً من السعر الرسمي، مع فروق هامشية في حدود قروش بسيطة، وهو ما يشير إلى هدوء نسبي في الطلب غير الرسمي على العملة السعودية حالياً.
هذا التقارب بين السعرين الرسمي والموازي يُنسب إلى تشدد السياسات الرقابية على سوق الصرف، وإلى انتظام تدفقات الريال من التحويلات الخارجية ومن شركات السياحة والعمرة، ما يقلل فرصة تكوين فجوة كبيرة تشجع على المضاربة.
أسباب الاستقرار النسبي في السعر
تحليلات مصرفية ترى أن الريال السعودي يحافظ على مسار شبه مستقر أمام الجنيه، مقارنة بعملات أخرى أكثر تقلباً، لعدة أسباب؛ أهمها ربط الريال بالدولار واستقرار السياسة النقدية السعودية، إلى جانب استمرار احتياجات السوق المصري الدورية للعملة السعودية.
في الداخل، ينعكس ضبط الطلب على الريال عبر قنوات رسمية (البنوك وشركات الصرافة) والسياسات التي ينتهجها البنك المركزي على الحد من القفزات الحادة، ليبقى التحرك في نطاق ضيق مع اقتراب مواسم العمرة حيث يزداد الطلب عادة بشكل موسمي على حساب الجنيه.
انعكاس السعر على المواطن المصري
بالنسبة للمصريين العاملين في السعودية، يعني هذا المستوى السعري أن كل ريال يتم تحويله إلى مصر يساوي أكثر من 12 جنيهاً، ما يزيد من جاذبية تحويل المدخرات إلى الداخل ويمنح الأسر دخلاً محسناً بالجنيه في ظل ارتفاع الأسعار المحلية.
في المقابل، يمثل هذا السعر عبئاً إضافياً على من يخططون للسفر لأداء العمرة أو العمل في المملكة، إذ ترتفع تكلفة حجز البرامج السياحية وتذاكر الطيران والإقامة المقومة بالريال، ليجد المواطن نفسه يدفع فاتورة مضاعفة بسبب ضعف الجنيه لا قوة الريال.
زاوية معارضة: الجنيه تحت ضغط مزمن
من زاوية نقدية، يطرح استمرار تداول الريال فوق مستوى 12.5 جنيه سؤالاً حول قدرة العملة المصرية على استعادة جزء من قيمتها، خاصة مع ربط العملة السعودية بالدولار واستقرارها منذ عقود.
في الوقت الذي تتحدث فيه التصريحات الرسمية عن استقرار سوق الصرف، يرى منتقدون أن الاستقرار عند مستويات مرتفعة لسعر الريال يعني عملياً تثبيت واقع تآكل القوة الشرائية للجنيه، وأن المواطن هو المتضرر الرئيسي حين يدفع أكثر مقابل كل ريال يحتاجه للسفر أو التعاملات الخارجية المرتبطة بالمملكة.










