إسرائيل تقتل القيادي البارز في «القسام» رائد سعد في عملية جوية جنوب غزة
نفذت إسرائيل عملية جوية استهدفت القيادي البارز في كتائب القسام رائد سعد جنوب غزة، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين على الأقل، في خطوة وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها رد على الهجمات الأخيرة على حدوده، وسط تصاعد العمليات العسكرية والاغتيالات المستهدفة لقادة المقاومة الفلسطينية
غزة: ١٣ ديسمبر 2025
نفّذت القوات الإسرائيلية، السبت، عملية جوية استهدفت مركبة من طراز «جيب» على شارع الرشيد الساحلي جنوب غربي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين. وأطلقت الطائرة ثلاث صواريخ على المركبة ومحيطها بهدف القضاء على من كانوا بداخلها، وفق الجيش الإسرائيلي.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الهدف الرئيسي للعملية كان القيادي البارز في كتائب القسام، رائد سعد، أحد أبرز المسؤولين العسكريين في جناح حركة حماس المسلح، وعدد من مرافقيه، ضمن ما أُطلق عليه اسم «عملية العشاء الأخير». وجاء الهجوم الإسرائيلي رداً على إصابة جنديين إسرائيليين بجروح طفيفة إثر انفجار عبوة ناسفة على حدود غزة في الأيام الماضية.
مسيرة رائد سعد العسكرية
يعد رائد سعد من أهم القادة العسكريين في كتائب القسام، حيث شغل في السابق منصب رئيس قسم العمليات، قبل أن يتولى مسؤوليات في ركن إنتاج الأسلحة بعد معركة «سيف القدس» عام 2021. ويعتبر الرجل الثاني في التنظيم بعد عز الدين الحداد، وكان له دور بارز في إعادة بناء الجناح العسكري للكتائب، كما شارك في تطوير الصواريخ والعبوات الناسفة المستخدمة ضد إسرائيل.
وسعد كان من المقربين للقادة المؤسسين لحركة حماس، بمن فيهم أحمد ياسين، ومحمد الضيف، ومحمد السنوار، وأحمد الجعبري. ولُقب في أوساط كتائب القسام باسم «الشيخ»، ويعرف بـ«أبو معاذ» في علاقاته مع قادة الحركة. وكان سعد مسؤولاً عن تجهيز قوة عسكرية خاصة لحماية قادة الحركة خلال الانتفاضة الثانية، كما شارك في وضع خطط استراتيجية، أبرزها ما عُرف باسم «جدار أريحا» أو «القيامة»، والتي كان الهدف منها اقتحام مستوطنات إسرائيلية خلال العمليات السابقة.
وخلال عقود، نجا سعد من أكثر من أربع محاولات اغتيال إسرائيلية، شملت غارات في مخيم الشاطئ وجباليا، وأصيب في هجوم عام 2003 أثناء وجوده مع محمد الضيف في حي الشيخ رضوان، كما أشرفت إسرائيل على محاولات عديدة أخرى لإيقافه.
التطورات الميدانية في غزة
تزامن القصف مع عمليات إسرائيلية في مناطق عدة من غزة، شملت شرق حي التفاح، شمال مدينة رفح، شرق خان يونس، حيث نفذت القوات عمليات نسف للطرق لإعاقة الحركة، وأدت الغارات إلى تدمير عدد من المباني السكنية وخلق حالة من الفوضى في الشوارع.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 وصل إلى 70,659 شخصاً، بينهم 391 منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بينما أصيب 1,018 آخرون، وانتشلت جثامين 628 متأثرين بالغارات السابقة.
كما أسفرت عمليات إطلاق النار الإسرائيلية في شمال القطاع عن مقتل فلسطينيين اثنين، وتوفي ثالث متأثراً بجروحه في قصف سابق على خان يونس، وهو محمد أبو حسين، قائد جهاز الاستخبارات في لواء رفح بكتائب القسام.
سياق الهجوم والأهداف الإسرائيلية
الهجوم على سعد يأتي بعد سلسلة محاولات إسرائيلية متكررة لتعقبه، كان أبرزها ما حدث في مارس 2024 حين أعلن الجيش عن اعتقاله عن طريق الخطأ، ليُثبت لاحقاً أنه لم يتم توقيفه. ويمثل الهجوم الإسرائيلي استمراراً لجهود تل أبيب لتقويض بنية كتائب القسام العسكرية واستهداف قادتها البارزين، خاصة أولئك المرتبطين بخطط العمليات الكبرى ضد إسرائيل.
يذكر أن رائد سعد شارك خلال الانتفاضة الثانية في عمليات استراتيجية ضد إسرائيل، وأشرف على تجهيز وتطوير الصواريخ والعبوات الناسفة، وكان له دور محوري في بناء القوة العسكرية للكتائب على مدار عقود.










