ذكر تقرير صادر عن موقع “بروجرسیو بريتِين”، المقرّب من حزب العمال البريطاني، أن النظام الإيراني الذي كان يعتبر رمزاً للقوة الأيديولوجية والطموح الإقليمي، يواجه حالياً مساراً متسارعاً نحو الانهيار، مشيراً إلى أن النظام فقد قدرته على التماسك وأن أيامه “باتت معدودة”.
وأكد التقرير، الذي تناول الأوضاع الداخلية والإقليمية، أن التدهور في إيران لم يعد مقتصراً على الجانب الأيديولوجي، بل امتد ليطال المؤسسة العسكرية والاستخباراتية والإدارية وهيكل الدولة بأكمله.
نظام يفقد الشرعية الداخلية
أشار التقرير إلى أن تطلعات النظام الإيراني في بناء إمبراطورية إقليمية قد تحولت إلى سلسلة من الإخفاقات، حيث أدت محاولات النظام الفاسد لاستنزاف ثروات الشعب وموارده لخدمة طموحاته إلى نفور قطاعات واسعة من السكان.
ونقل الموقع عن استطلاعات رأي أجراها معهد غمان العام الماضي، أن أكثر من 80% من الإيرانيين داخل البلاد غير راضين عن النظام الحالي ويطالبون بالتغيير، وهي نسبة تنذر بعجزه عن استعادة قوته السابقة.
دور الهجمات الإسرائيلية في تسريع الهشاشة
لعبت العمليات العسكرية الإسرائيلية (والأمريكية) ضد المواقع الإيرانية الرئيسية دوراً في تسليط الضوء على هشاشة النظام، وفقاً للتقرير. لم تقتصر هذه الهجمات على الإضرار بالبنية التحتية العسكرية فحسب، بل أظهرت أيضاً عجز الحكومة عن حماية مصالحها الأساسية. وشدد التقرير على أن هذا الوضع يزيد من أهمية الدعم الدولي لحركات المقاومة الداخلية لتعزيز التمرد وإرساء أسس الإصلاحات الديمقراطية.
القمع الوحشي وانتهاكات حقوق الإنسان
اتسم رد النظام الإيراني على المعارضة بالقمع المتزايد، حيث أصبحت إيران سيئة السمعة عالمياً بسبب أساليبها الوحشية. ووفقاً للتقرير، نُفذت 1304 عمليات إعدام مروعة في الأول من يناير/كانون الثاني 2025، إلى جانب الاعتقالات التعسفية، بهدف بث الرعب وقمع إرادة الشعب. واعتبر التقرير أن هذه الإجراءات تُظهر خوف النظام من مواطنيه، وأنه يعتمد على الترهيب والقوة للحفاظ على سيطرته بعد أن فقد سلطته الأيديولوجية والأخلاقية.
وحدة الأقليات بوصفها بصيص أمل
من أبرز التطورات المشجعة التي تناولها التقرير هي تزايد الوحدة بين الأقليات العرقية المتنوعة، مثل الأكراد والبلوش والعرب، الذين يشكلون نحو نصف سكان البلاد. وتُمثل مقاومتهم الجماعية تحدياً مباشراً لاستراتيجية النظام القائمة على “فرق تسد”، وتشير إلى رغبة متنامية في بناء إيران أكثر شمولاً وديمقراطية.
سيناريوهات الانهيار المحتملة
أشار التقرير إلى عدة سيناريوهات محتملة قد تعجّل بسقوط النظام، ومنها:
الهزيمة الشعبية نتيجة التفاوض: إذا عاد النظام إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة، سيُعتبر ذلك هزيمة من قبل الشعب، مما يقوّض شرعيته.
الحرب والصراعات الداخلية: اندلاع حرب خارجية أو صراعات داخلية قد يُضعف النظام بشدة، خاصة إذا حدث ذلك بالتزامن مع موت المرشد الأعلى، مما يخلق فراغاً في السلطة.
فقدان السيطرة: فقدان النظام السيطرة على مناطق رئيسية، خاصة مع تزايد النشاط السياسي للأقليات العرقية، مما يزيد من زعزعة الاستقرار.
وخلص التقرير إلى أن انهيار النظام الديني في إيران ليس مسألة وقت فحسب، بل مسألة كيفية، داعياً المجتمع الدولي إلى التضامن مع نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية.










