دراسة تحذر من زلزال مدمر محتمل فى إسطنبول بسبب تراكم الضغط على صدع مرمرة الرئيسي، ما يهدد 16 مليون نسمة ويستدعي خطط طوارئ عاجلة
إسطنبول – تركيا :١٤ ديسمبر ٢٠٢٥
أظهرت دراسة علمية حديثة أن مدينة إسطنبول، التي يقطنها أكثر من 16 مليون نسمة، قد تواجه زلزالاً مدمراً نتيجة تراكم الضغط على صدع مرمرة الرئيسي تحت بحر مرمرة، الرابط بين البحر الأسود وبحر إيجة. جاء ذلك في تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية استناداً إلى دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science.
تفاصيل الصدع الزلزالي وخطره
يُعد صدع مرمرة الرئيسي جزءاً من خط صدع شمال الأناضول، وقد بقيت المنطقة هادئة منذ زلزال 1766 الذي بلغت قوته 7.1 درجة. لكن دراسات حديثة رصدت نمطاً مقلقاً: الزلازل المتوسطة الشدة تتزايد في العشرين عاماً الماضية وتتحرك تدريجياً نحو الشرق، ما يعكس تراكم الضغط على هذا الصدع.
وأشار عالم الزلازل ستيفن هيكس من جامعة لندن إلى أن “اسطنبول تتعرض لهجوم”، محذراً من أن الزلزال القادم قد يكون بقوة 7 درجات أو أكثر إذا حدث تمزق في الصدع تحت المدينة مباشرة.
الزلازل الأخيرة والتسلسل المقلق
الدراسة الجديدة لاحظت تسلسلاً لافتاً لأربعة زلازل متوسطة الشدة على طول الصدع، كان آخرها زلزال بقوة 6.2 درجة وقع في أبريل 2025 شرق خط الصدع مباشرةً. وأوضح مؤلفو الدراسة أن هذا التسلسل قد يكون مؤشراً على زلزال أكبر قد يحدث قريباً، رغم أن بعض العلماء مثل جوديث هوبارد من جامعة كورنيل يرون أن الأمر قد يكون مجرد مصادفة.
تحذيرات الخبراء
أكدت عالمة الزلازل باتريشيا مارتينيز-غارزون، إحدى مؤلفي الدراسة، أن التركيز يجب أن يكون على الكشف المبكر عن أي إشارات غير عادية والتخفيف من آثار الزلزال المحتمل، مشيرة إلى أن الزلازل “لا يمكن التنبؤ بها بدقة”.
وحذر التقرير من أن زلزالاً كبيراً تحت إسطنبول قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، نظراً لكثافة السكان والبنية التحتية الحيوية في المدينة.
الخبراء يدعون السلطات التركية إلى تعزيز نظم الإنذار المبكر، وفحص المباني القديمة، ووضع خطط طوارئ فعالة. كما يشددون على أهمية التنسيق الدولي لمتابعة النشاط الزلزالي تحت بحر مرمرة ومناطق شمال الأناضول.
تراكم الضغط على صدع مرمرة يشكل تهديداً جاداً لإسطنبول، ويجعل من الضروري اتخاذ تدابير احترازية عاجلة لتقليل الخسائر البشرية والمادية المحتملة.










