أشار الأكاديمي والمحلل السياسي الأمريكي وليد فارس إلى أن التحديات الأعمق التي تواجه الحكومة الانتقالية في سوريا (بقيادة هيئة تحرير الشام) بعد عام من سقوط نظام الأسد (ديسمبر 2024)، ليست محصورة في الضربات الإسرائيلية، بل تكمن في التهديدات الداخلية المتزايدة وعودة النشاط الجهادي.
وفي تقييم له، شدد فارس على أن واشنطن يجب أن تنظر إلى مصالحها الاستراتيجية طويلة الأمد، وأن تسعى لتحقيق اختراقات مشابهة لـ “اتفاقيات إبراهيم” في بلاد الشام.
تحديات داخلية تهدد استقرار “حكومة الشرع”
يسلط تقييم فارس الضوء على ثلاث نقاط ضعف رئيسية تواجه جهود زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، لترسيخ سلطته:
عودة تنظيم داعش حيث يستغل التنظيم حالة الفوضى لتكثيف هجماته، وأبرزها كمين في ديسمبر 2025 قرب تدمر أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين.
الانتهاكات الطائفية حيث استمرار أعمال الانتقام ضد الأقليات (مثل العلويين في مارس، والدروز في يوليو)، مما يؤجج مخاوفهم من التهميش في ظل شعور بالإفلات من العقاب، رغم إدانة الحكومة للعنف.
معارضة جهادية داخلية فصائل متشددة تنتقد هيئة تحرير الشام بسبب “براغماتيتها” وانخراطها مع الغرب.
ويرى فارس أن هذه القضايا قد أثرت سلبا على قدرة الشرع على توحيد السيطرة على الجماعات المسلحة ومنع الانتهاكات.
أولويات واشنطن: الاستقرار ومواجهة داعش وإيران
أعطت إدارة ترامب أولوية للانخراط مع الحكومة الانتقالية الجديدة، حيث تم رفع هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية في يوليو 2025، ورفعت معظم العقوبات، وتم الترحيب بالشرع في البيت الأبيض.
ويعزى هذا التوجه إلى الرؤية الأمريكية بأن استقرار سوريا يساعد على احتواء إيران (التي أصبحت ضعيفة) ومحاصرة تنظيم داعش. وقد انضمت سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش في نوفمبر 2025.
الدعوة إلى “اتفاقيات إبراهيم” الموسعة
وفيما يخص الاستراتيجية طويلة الأمد، يدعو وليد فارس إلى تحقيق اختراقات على غرار اتفاقيات إبراهيم في المنطقة.
وقد أحرزت المحادثات تقدما بشأن الترتيبات الأمنية وإمكانية التطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية، حيث أشارت تقارير من منتصف 2025 إلى وجود قنوات مباشرة لمناقشة نزع السلاح في الجنوب.
يرى فارس أن السعي وراء مثل هذه الصفقة يمكن أن يسفر عن إعادة تنظيم إقليمية تاريخية، من خلال عزل ما تبقى من وكلاء إيران وتعزيز التكامل الاقتصادي. ومع ذلك، لا تزال العقبات قائمة، أبرزها استمرار الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان والضربات المتكررة (مثل تلك التي استهدفت دمشق في يوليو).
ويرجح فارس أن مصالح واشنطن طويلة الأمد ستفضل تقديم دعم مشروط لالتزامات “جبهة الشرع” بالشمولية ومكافحة الإرهاب، لمنع تجدد الحرب الأهلية وعودة ظهور الجماعات الجهادية.











