شهد إقليم ياقوتيا الروسي (سيبيريا) موجة برد استثنائية وقاسية، حيث هوت درجات الحرارة إلى ما دون الـ 50 درجة مئوية تحت الصفر، مما أدى إلى شلل جزئي في مظاهر الحياة اليومية وتشكّل ظواهر جوية نادرة.
انعدام الرؤية وتعطيل المدارس
وتسببت البرودة الشديدة في ظهور “ضباب جليدي” كثيف غطى شوارع العاصمة ياكوتسك والمناطق المحيطة بها، ما أدى إلى انعدام الرؤية الأفقية تقريبًا وتوقف حركة السيارات في عدة طرق رئيسية.
واستجابة لهذه الظروف، أعلنت السلطات المحلية في ياكوتسك إغلاق المدارس وتحويل طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة إلى نظام “التعلم عن بُعد”، كإجراء احترازي لحماية الأطفال من التجمد أو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة.
“الطقس الرائع”.. صمود وتحدٍ ياقوتي
ورغم هذه الأرقام القياسية للانخفاض، أظهر السكان المحليون روحاً من التحدي والاعتياد؛ حيث نقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن بعضهم وصفهم لهذا الصقيع التقليدي بأنه “طقس رائع”، نظراً لغياب الرياح التي تزيد عادة من حدة الشعور بالبرد.
وشهدت المنطقة مظاهر تقليدية فريدة للتأقلم مع التجمد، منها:
تحدي الماء البارد: قيام بعض السكان برش أنفسهم بالماء البارد وهم حفاة وسط الثلوج، وهي ممارسة يعتقدون أنها تعزز المناعة.
الحركة في الأسواق: استمرار العمل في الأسواق المفتوحة، حيث يتبادل الباعة نصائح البقاء دافئين، مثل شرب الشاي الساخن والتحرك المستمر وارتداء طبقات متعددة من الملابس المصنوعة من الفراء الطبيعي.
نصائح البقاء على قيد الحياة
دعت السلطات السكان والزوار إلى توخي أقصى درجات الحذر، مشددة على ضرورة ارتداء الملابس الثقيلة المخصصة للقطب الشمالي، وتجنب البقاء لفترات طويلة في الهواء الطلق، والتأكد من سلامة أنظمة التدفئة المنزلية في ظل هذا الضغط المناخي الهائل.










