توقف مباراة الإمارات والسعودية فى بطولة كأس العرب فى قطر بيبب الأمطار العزيرة وقد انطلقت مباراة السعودية والإمارات على المركزين الثالث والرابع في كأس العرب فيفا قطر 2025 تتحول إلى قمة عربية بطعم «جائزة الترضية»، لكنها لا تقل توترًا عن النهائي، في ظل رغبة كل منتخب في إنهاء المشوار بميدالية شرفية تحفظ مكاسبه الفنية والجماهيرية.
وحتى ظهر اليوم، تترقب الجماهير العربية توقيت ضربة البداية على استاد خليفة الدولي، في مواجهة تجمع بين أخضرٍ خرج مكسورًا من نصف النهائي أمام الأردن، وأبيضٍ جريح بخسارة قاسية من المغرب.
توقيت المباراة وسيناريو الوصول
تقام مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 على ملعب خليفة الدولي في الدوحة، عند الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، الثالثة عصرًا بتوقيت الإمارات، والواحدة ظهرًا بتوقيت القاهرة.
ووصل المنتخب السعودي إلى هذه المباراة بعد خسارته في نصف النهائي أمام الأردن بهدف نظيف حمل توقيع نزار الرشدان، في لقاء شهد طرد وليد الأحمد في اللحظات الأخيرة وزاد من مرارة الخروج.
أما المنتخب الإماراتي فوجد نفسه في مباراة الترضية بعد سقوط ثقيل أمام المغرب بثلاثية دون رد، ليجد «الأبيض» نفسه مطالبًا برد اعتبار سريع أمام منتخب آسيوي يعرفه جيدًا.
ضغط الجماهير ومعنى المركز الثالثرغم أن المباراة ليست على اللقب، فإن حسابات الجماهير تجعل المركز الثالث أشبه بفرصة أخيرة لإنقاذ صورة المشاركة في نسخة شهدت تنافسًا عاليًا ومفاجآت عديدة.
في السعودية، يطالب جزء من الشارع الكروي برد فعل قوي بعد ضياع فرصة بلوغ النهائي، خصوصًا أن الأخضر قدم مسارًا جيدًا في دور المجموعات قبل أن يصطدم بتنظيم الأردن وصلابته في المربع الذهبي.
وفي المقابل، يدرك الإماراتيون أن خسارتين متتاليتين في الأدوار الحاسمة (نصف النهائي ثم مباراة المركز الثالث) قد تضع علامات استفهام حول جاهزية المشروع الكروي وفاعلية التحضيرات التي سبقت البطولة.
حسابات المدربين والتشكيل المتوقع
تميل التوقعات إلى أن يعتمد مدرب السعودية على مزيج بين العناصر الأساسية التي حملت عبء البطولة، وبعض الوجوه التي جلست طويلًا على مقاعد البدلاء، في محاولة لإنعاش التشكيلة وإرسال رسالة بأن المنافسة على الأماكن الأساسية ما زالت مفتوحة.
التوجه ذاته يبدو حاضرًا في المنتخب الإماراتي، حيث تشير التقارير إلى إمكانية إجراء تغييرات دفاعية بعد ثلاثية المغرب، مع منح أدوار أكبر للاعبي الوسط الهجومي من أجل استعادة الثقة وهز الشباك مبكرًا إن أمكن.
وتُجمع تحليلات عدة على أن اللقاء سيكون مفتوحًا هجوميًا بدرجة أكبر من مواجهات الأدوار السابقة، بحكم غياب الضغط المرتبط بالنهائي وتركز الرهان على «الخروج بصورة مشرّفة».
خلفية فنية ونفسية قبل ضربة البداية
يدخل المنتخب السعودي المواجهة وهو يحمل في ذاكرته القريبة مرارة هدف أردني قاتل حرمه من الحلم العربي، ما يعني أن العامل النفسي سيكون حاضرًا بقوة داخل غرفة الملابس قبل أن تُحسم الخيارات التكتيكية.
في المقابل، يخوض المنتخب الإماراتي اللقاء محمّلًا بثقل ثلاثية مغربية وضعت الجهاز الفني تحت المجهر، الأمر الذي يجعل مباراة المركز الثالث أشبه باختبار ثقة أخير أمام اتحاد الكرة والجماهير.
وبين منتخب خرج مرفوع الرأس من نصف النهائي رغم الخسارة، وآخر يسعى لغسل آثار هزيمة قاسية، يتحول استاد خليفة الدولي إلى مسرح لصراع معنوي لا يقل حدة عن صراع الميدالية البرونزية نفسها.
أبعاد اقتصادية وإدارية للمواجهة
لا تقف أهمية المباراة عند حدود سجل الشرف، إذ تمنح لوائح البطولة الفائز بالمركز الثالث جائزة مالية أعلى من صاحب المركز الرابع، في وقت تعيش فيه معظم الاتحادات العربية حساسية مضاعفة تجاه أي مورد إضافي يخفف أعباء التحضير للاستحقاقات المقبلة.
كما أن نتيجة اللقاء قد تلعب دورًا في مستقبل بعض الأسماء الفنية؛ فالفوز يمنح المدربين ورقة قوية للتمسك بمشروعهم، بينما قد تستغل الخسارة كمبرر لإعادة هيكلة الأجهزة أو ضخ دماء جديدة قبل تصفيات قارية وعالمية قادمة.
لذلك تبدو التسعون دقيقة المتبقية في كأس العرب 2025 لكلٍّ من السعودية والإمارات اختبارًا لمستقبلٍ كامل أكثر من كونها مباراة «ترتيبية» عابرة.










