باريس | كشفت تقارير صحفية فرنسية ومغربية استقصائية عن نشاط عقاري محموم تقوده شقيقات العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في أرقى أحياء العاصمة باريس. وسلط تقرير لصحيفة “Challenges” الضوء على سلسلة من عمليات الشراء الضخمة وإعادة البيع السريعة التي شملت قصوراً تاريخية وشققاً فاخرة، بلغت قيمتها عشرات الملايين من اليورو.
للا مريم: صفقات “عن بُعد” في مباني والتر الشهيرة
تصدّرت الأميرة للا مريم (62 عاماً) المشهد بصفقة مثيرة للجدل في “مبنى والتر” العريق بالدائرة السادسة عشرة. وبحسب التقارير، اشترت الأميرة “دوبلكس” فاخراً تبلغ مساحته 438 متراً مربعاً مقابل 15.1 مليون يورو في نهاية عام 2024.
المثير في الصفقة هو قيام الأميرة بشراء العقار “عن بُعد” دون زيارته، قبل أن تقرر إعادة طرحه للبيع فوراً، في خطوة تعكس نهم الاستثمار العقاري السريع.
وتضاف هذه العملية إلى سجل حافل يشمل بيع شقتين في “المثلث الذهبي” مقابل 15.3 مليون يورو لعائلة “مينتزيلوبولوس” الثرية.
للا حسناء: 5 شقق في 5 سنوات وتوسع تجاري
لم تكن الأميرة للا حسناء أقل نشاطاً، حيث أسست في عام 2020 شركة استثمار عقاري (SCI) لإدارة ممتلكاتها المتزايدة. وشملت تحركاتها مؤخراً:
الاستحواذ على 5 شقق فاخرة بين عامي 2019 و2024 في أحياء راقية (رصيف أورسيه وشارع فوش) بقيمة إجمالية تجاوزت 18 مليون يورو.
امتلاك منزل تاريخي يعود للقرن التاسع عشر بقيمة 7.7 مليون يورو.
استثمارات في العقارات التجارية، حيث اشترت رفقة شقيقتها للا أسماء قطع أراضي مؤجرة لسلسلة متاجر “ألدي” الشهيرة بقيمة ناهزت 20 مليون يورو.
للا أسماء: القرب من “مربع السلطة”
من جانبه، ركزت الأميرة للا أسماء استثماراتها في الدائرة السابعة، على مقربة من ساحة “شامب دي مارس” والقصر الفخم الذي اشتراه الملك محمد السادس عام 2020 (بقيمة 84 مليون يورو).
وأنفقت الأميرة قرابة 10 ملايين يورو لشراء شقتين في المنطقة ذاتها، لتعزز من الوجود العقاري العائلي في أحد أغلى المربعات السكنية عالمياً.
بين النشاط الخيري وإمبراطورية الأعمال
يأتي هذا “الجنون العقاري” في وقت تشغل فيه الأميرات أدواراً اجتماعية وخيرية بارزة؛ حيث تشغل للا مريم منصب سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو، وظهرت مؤخراً برفقة بريجيت ماكرون في حملة لمكافحة التنمر.
إلا أن الجانب الاستثماري يظهر وجهاً آخر يتمثل في شركات قابضة مثل “يوني هولد” التي تدير إمبراطورية من المزارع والعقارات والمساهمات التجارية العابرة للحدود.
الخلاصة: تتحول باريس بالنسبة لشقيقات الملك من مجرد “وجهة مفضلة” إلى ساحة استثمارية كبرى، حيث يتم تدوير رؤوس أموال ضخمة في سوق العقارات الفاخرة، ما يفتح نقاشاً واسعاً في الصحافة الاقتصادية حول حجم وتأثير هذه الاستثمارات الملكية في قلب العاصمة الفرنسية.










