الرئيس الأمريكي يلوّح بخيار المواجهة العسكرية ويكشف عن إجراءات جديدة ضد ناقلات النفط الفنزويلية، فيما تطلب كاراكاس تدخلًا أمميًا لاحتواء التصعيد المتسارع.
واشنطن – 19 ديسمبر 2025
ترامب يلوّح بإمكانية الحرب مع فنزويلا ويعلن تشديد الإجراءات ضد ناقلات النفط، بينما تتحرك الأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة وسط تصعيد أمريكي غير مسبوق.
صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه فنزويلا، معلنًا أنه لا يستبعد اندلاع حرب بين البلدين، في ظل استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضد ما تصفه واشنطن بقوارب تهريب المخدرات، وتشديد الخناق الاقتصادي على كاراكاس.
وفي مقابلة هاتفية مع شبكة “NBC News”، تجنب ترامب في البداية الحديث بشكل مباشر عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، إلا أنه عاد وأقر بأن الحرب تظل “احتمالًا قائمًا”، كاشفًا عن خطط لتنفيذ عمليات إضافية لمصادرة ناقلات نفط خاضعة للعقوبات.
ورفض الرئيس الأمريكي الإفصاح عما إذا كان إسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يمثل الهدف النهائي للإدارة الأمريكية، مكتفيًا بالقول إن مادورو “يعرف تمامًا ما تريده واشنطن”، في إشارة إلى استمرار سياسة الضغط القصوى دون إعلان صريح للأهداف النهائية.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الحكومة الفنزويلية بأنها “نظام غير شرعي”، متهمًا إياها بالسماح لإيران وحزب الله بالعمل انطلاقًا من أراضيها. وأكد أن أخطر تهديد يواجه الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي يتمثل في الجماعات الإجرامية العابرة للحدود ذات الطابع الإرهابي، لا سيما تلك المرتبطة بتهريب المخدرات، مشيرًا إلى أن فنزويلا هي الدولة الوحيدة التي ترفض التعاون في هذا الملف.
وأكد روبيو أن واشنطن لا تخشى تصعيدًا مع روسيا بسبب فنزويلا، معتبرًا أن أي دعم روسي محتمل سيكون سياسيًا وإعلاميًا فقط، مجددًا وصف حكومة مادورو بأنها غير شرعية.
وفي تطور موازٍ، أعلنت رئاسة مجلس الأمن الدولي، التي تتولاها سلوفينيا حاليًا، أن المجلس سيعقد جلسة خاصة يوم الثلاثاء 23 ديسمبر لمناقشة تطورات الأوضاع في فنزويلا، وذلك بناءً على طلب رسمي من حكومة كاراكاس، التي اتهمت الولايات المتحدة بشن اعتداءات مباشرة ضد سيادتها.
وكانت فنزويلا قد تقدمت بطلب عاجل للأمم المتحدة عقب إعلان ترامب فرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات أثناء دخولها أو خروجها من البلاد، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا غير مسبوق في مسار الأزمة.
وتعود جذور التوترات الحالية إلى أواخر أغسطس الماضي، عندما نشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية في البحر الكاريبي، وأطلقت حملة عسكرية ضد ما تصفه بشبكات تهريب المخدرات، أسفرت – بحسب تقارير – عن مقتل أكثر من 90 شخصًا. كما أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية لاحقًا إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا والمناطق المحيطة بها.
ويتهم ترامب فنزويلا بالاستيلاء على موارد نفطية ومالية، مؤكدًا أن بلاده ستواصل ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية وربما العسكرية، في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من انزلاق الأزمة إلى مواجهة إقليمية واسعة.










