في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، لم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو احتمال لجوء الرئيس دونالد ترامب إلى عملية عسكرية ضد فنزويلا، واصفاً النظام في كاراكاس بأنه “غير شرعي” ويشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأمريكي.
روبيو: فنزويلا ملاذ للإرهاب والمخدرات
وفي مقابلة مع شبكة “ABC NEWS” الأمريكية، تجنب روبيو الإجابة المباشرة على سؤال حول “تغيير النظام في عام 2026″، لكنه شدد على أن نظام نيكولاس مادورو يتعاون بشكل وثيق مع إيران وحزب الله ومنظمات تهريب المخدرات.
وأكد روبيو أن العمليات الأمريكية الحالية تركز على “إرهابيي المخدرات” الذين يستخدمون الأراضي الفنزويلية لتهريب المواد القاتلة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الوضع الراهن “لا يمكن احتماله ويجب تغييره”.
مفاوضات محتملة.. الحديث لا يعني التنازل
ورغم لهجة التصعيد، لم يغلق روبيو الباب تماماً أمام الدبلوماسية، حيث أشار إلى احتمال إجراء مفاوضات مباشرة بين ترامب ومادورو، قائلاً: “الرئيس ترامب مستعد للتحدث مع أي شخص، وهو لا يعتبر التفاوض تنازلاً، لكنني لن أعلق على تفاصيل استراتيجيته التفاوضية”.
رد فنزويلي لاذع: “روبيو يروج للحروب الأبدية”
في المقابل، شن وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان جيل، هجوماً عنيفاً على نظيره الأمريكي، واصفاً إياه بأنه “يكن الكراهية” لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وقال جيل عبر “تيليغرام” إن تصريحات روبيو تكشف عن “كذب وعقد نفسية”.
وأضاف جيل: “روبيو خبير في الترويج للانقلابات والتدخلات والحروب الأبدية، ويسعى لجر الولايات المتحدة إلى مسار يرفضه الشعب الأمريكي نفسه”، معتبراً أن السياسة الخارجية الأمريكية في عهده لم تحقق أي إنجاز سوى “الدماء والموت والفشل في مختلف أنحاء الكوكب”.
الصراع على النفط
تطرقت كاراكاس أيضاً إلى المطامع الأمريكية في الطاقة، حيث اتهم جيل واشنطن بالتعامل مع نفط فنزويلا وكأنه “حق مكتسب” لها، مؤكداً أن الهدف الحقيقي من الضغوط الأمريكية هو إجبار الرئيس مادورو على التنحي للسيطرة على موارد البلاد.
يأتي هذا التراشق الكلامي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين ذروة التوتر، وسط تزايد العقوبات الأمريكية والتحركات العسكرية في المنطقة تحت غطاء مكافحة الإرهاب والمخدرات.










