توفيت اليوم السبت 20 ديسمبر 2025، الفنانة المصرية سمية الألفي عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض داخل أحد مستشفيات منطقة المهندسين بالقاهرة، لتطوي برحيلها صفحة نصف قرن من الحضور الفني والإنساني في الدراما والسينما المصرية.
وشهد الوسط الفني والجمهور حالة واسعة من الحزن مع الاستعداد لتشييع جثمانها من مسجد مصطفى محمود بعد صلاة العصر، بحضور أسرتها ونجوم الفن.
لحظة إعلان الوفاة وتفاصيل الجنازة
أُعلن عن وفاة سمية الألفي في الساعات الأولى من صباح السبت داخل أحد مستشفيات المهندسين، بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة مضاعفات صراعها الطويل مع المرض.
وأكد شقيقها ألفي الألفي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الأسرة كانت إلى جوارها في أيامها الأخيرة، وأن الترتيبات تمت سريعًا لتشييع الجثمان اليوم.
ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، قبل نقل الجثمان إلى مثواه الأخير في مدافن الأسرة بمدينة 6 أكتوبر.
وتشهد القاهرة حالة استنفار إنساني داخل الوسط الفني، إذ يستعد العشرات من النجوم لتوديع زميلة عاصرت أجيالًا متعاقبة من الممثلين وارتبط اسمها بأدوار الأم والزوجة الهادئة على الشاشة.
رحلة مع المرض استمرت 6 سنوات
عانت سمية الألفي خلال السنوات الست الأخيرة من نوع نادر من الأورام، بدأ بآلام حادة في الظهر قبل اكتشاف أكياس وأورام في منطقة الحوض امتدت لاحقًا إلى العمود الفقري.
وخضعت الراحلة لسلسلة طويلة من العمليات الجراحية والعلاج الكيماوي والإشعاعي، ما تسبب في فترات متكررة من العزلة والابتعاد عن الكاميرا رغم محاولاتها الظهور بحالة معنوية مرتفعة أمام الجمهور.
ورغم الإعلان في فترات سابقة عن تحسن حالتها، ظل المرض يعود في شكل انتكاسات متتالية أنهكت جسدها وأبعدتها عن المشاركة في أعمال جديدة، الأمر الذي جعل آخر ظهور لها في كواليس فيلم “سفاح التجمع” مع نجلها الفنان أحمد الفيشاوي قبل شهور من رحيلها.
هذا الظهور الأخير وثّق إصرارها على دعم ابنها فنيًا وإنسانيًا، رغم معاناتها الصحية الواضحة في الصور المتداولة.
حياة شخصية قاسية خلف الأضواءبعيدًا عن الأدوار الهادئة التي قدمتها على الشاشة، حملت الحياة الشخصية لسمية الألفي سلسلة من التجارب المؤلمة، على رأسها تعرضها لـ 12 حالة إجهاض قبل أن تنجب ابنها الفنان أحمد الفيشاوي.
وروت في لقاءات إعلامية سابقة أنها كانت تختار اسم “أحمد” لكل جنين فقدته، وأن أحد الأجنة عاش 10 أيام فقط في الحضانة قبل استخراج شهادة ميلاد ووفاة له في اليوم نفسه، في تفصيلة إنسانية تكشف حجم ما مرت به من ألم وصبر.
كما ارتبط اسمها طويلًا بقصة حب وزواج الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، التي تحولت إلى أحد أشهر قصص الوسط الفني، بداية من تعارفهما إلى الانفصال، مرورًا بقدرتها على مسامحته عن أخطائه كما صرحت في مقابلات سابقة.
ورغم الانفصال، ظلت العلاقة بينهما قائمة على الاحترام المتبادل، واستمرت في دعم ابنيها أحمد وعمر خلال مسيرتهما الفنية، محافظة على صورة الأم الحاضرة في الكواليس بصمت.
مسيرة فنية امتدت لنصف قرن
وُلدت سمية الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية، قبل أن تنتقل إلى القاهرة حيث حصلت على ليسانس الآداب قسم اجتماع، لتبدأ بعدها طريقها نحو التمثيل.
ولفتت الأنظار منذ بداياتها في أواخر السبعينيات عبر مشاركتها في أعمال درامية وسينمائية بارزة، من بينها مسلسل أو فيلم “أفواه وأرانب”، الذي مثّل نقطة تحول في مسيرتها ورسّخ حضورها لدى الجمهور.
وخلال العقود التالية قدّمت عشرات الأدوار في المسرح والسينما والتلفزيون، واشتهرت بتجسيد شخصيات الأم والزوجة المصرية بملامح هادئة وحضور إنساني بعيد عن الصخب والفضائح، ما جعلها تحظى بصورة “الفنانة الهادئة” في ذاكرة المشاهد العربي.
ومع رحيلها اليوم، يودّع الوسط الفني واحدة من نجمات جيل شكّل ملامح الدراما المصرية الحديثة، بينما يبقى إرثها الفني شاهدًا على مسيرة طويلة من الالتزام والبعد عن الأزمات حتى في أصعب لحظات المرض والحياة الشخصية.










