«من الملاعب الشعبية إلى جواز السفر الذهبى: كيف أزاحت جنسية الديازورا لاعب الحارة عن قميص المنتخب؟»
يوجد حضور لافت للاعبين المجنسين و«مواليد الخارج» فى قائمة المنتخبات المشاركة فى كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب، لكن لا توجد حتى الآن إحصائية رسمية نهائية بعددهم فى كل المنتخبات مجتمعة، وإنما تقديرات مبنية على نسخ سابقة واتجاهات حالية.
ومع ذلك تكشف الأرقام الخاصة بالبطولات الأخيرة عن تضاعف الاعتماد على هؤلاء اللاعبين، وتحولهم إلى محور صراع رياضى–سياسى بين من يراهم قوة إضافية ومن يتهم الاتحادات بـ«استيراد هوية» جاهزة بدلًا من بناء لاعب محلى.
خلفية عن الظاهرة
فى نسخة 2021 من كأس الأمم الإفريقية شكّل اللاعبون المولودون خارج القارة نحو 27.5% من إجمالى اللاعبين، وقفزت النسبة تقريبًا إلى 31.8% فى نسخة 2023، ما يعكس مسارًا تصاعديًا مستمرًا.
من بين 603 لاعبًا شاركوا فى 2023، كان 200 لاعبًا مولودين خارج إفريقيا، مع تركّز واضح فى دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وهولندا والبرتغال.
من هم اللاعبون المجنسون؟
المقصود هنا ليس فقط من حصلوا على جنسية جديدة بالكامل، بل أيضًا لاعبى «الديازورا» المولودين فى أوروبا من أصول إفريقية، والذين يختارون تمثيل بلد الآباء أو الأجداد بعد اللعب لمنتخبات الشباب فى دول الإقامة.
لوائح فيفا تسمح بتمثيل منتخب جديد إذا لم يلعب اللاعب مباراة رسمية تنافسية مع المنتخب الأول السابق، أو استوفى شروط تغيير المنتخبات بناءً على تعديلات لوائح الجنسية الرياضية فى السنوات الأخيرة.
أرقام ودول تتصدر التجنيسفى نسخة 2023 امتلكت المغرب وغينيا الاستوائية أكبر عدد من اللاعبين المولودين فى الخارج (حتى 18 لاعبًا فى كل منتخب تقريبًا)، تلتها الكونغو الديمقراطية والرأس الأخضر بعدد كبير من «أبناء المهجر» أيضًا
من أصل 200 لاعب مولود خارج إفريقيا فى 2023، وُلد 104 لاعبين فى فرنسا وحدها، فيما جاءت إسبانيا فى المرتبة الثانية بـ24 لاعبًا، ثم إنجلترا، هولندا، والبرتغال بأرقام أقل.
لوائح الكاف وفيفا وحجم الجدل
لوائح الكاف تُلزم الاتحادات باختيار لاعبين يتمتعون بجنسية الدولة ومؤهلين وفق لوائح فيفا، مع تقديم جوازات سفر سارية وإثباتات رسمية للجنسية قبل المشاركة.
فيفا من جانبه يعتبر حصول اللاعب على جواز سفر الدولة كافيًا لإقرار أهليته، بغض النظر عن تعقيدات قوانين الجنسية الداخلية فى بعض الدول الإفريقية، وهو ما فجّر مؤخرًا خلافات قانونية مثل احتجاج الاتحاد النيجيرى على إشراك الكونغو الديمقراطية لاعبين مزدوجى الجنسية فى تصفيات المونديال.
تأثير المجنسين على هوية البطولة
المنتخبات الكبرى باتت تعتمد على لاعبى أوروبا «جاهزى التصنيع» تكتيكيًا وبدنيًا، ما يرفع مستوى المنافسة فى كأس الأمم، لكنه يغذى اتهامات بتهميش الدوريات المحلية وتجميد فرص اللاعب المحلى.
هناك من يرى أن الاستفادة من أبناء الجاليات حق مشروع يعوّض نزيف المواهب نحو أوروبا، فيما تتصاعد أصوات معارضة تعتبر المبالغة فى التجنيس تشويهًا لـهوية البطولة وتحويلها إلى مسرح لصراع اتحادات أكثر قدرة على تسويق مشروع «منتخب المهجر».
لماذا يصعب حصر العدد فى 2025؟
حتى مع نشر القوائم الكاملة للمنتخبات الـ24 المشاركة فى نسخة المغرب 2025، لا تصدر الكاف عادة إحصائية رسمية تبين عدد اللاعبين المولودين خارج القارة أو المجنسين فى كل منتخب، ويُترك الأمر لاجتهادات الصحافة ومراكز البحوث.
كما أن بعض اللاعبين يحملون الجنسية بالميلاد (من أم أو أب) دون أن يمروا بخطوة «تجنيس استثنائى»، ما يخلط أوراق التصنيف بين «مجنس» و«ابن جالية»، ويجعل الأرقام المتداولة تقريبية أكثر منها نهائية.










