مجموعة موت أم موت مشروع؟ عندما تضع الكان الكاميرون وكوت ديفوار وجهًا لوجه منذ دور المجموعات
تنطلق مجموعات كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب بصورة تعكس صراعًا مبكرًا بين قوى تقليدية ومنتخبات تبحث عن قلب الطاولة، مع توزيع متوازن نسبيًا للقوة بين المجموعات الست، لكن مع “مجموعات موت” واضحة على الورق.
ويأتي المنتخب المغربي مستضيف البطولة في قلب المشهد ضمن مجموعة تبدو في المتناول حسابيًا لكنها محفوفة بمخاطر منتخبات
التكتل والمفاجآت.
تركيب المجموعات الستبحسب القرعة النهائية المعتمدة من الاتحاد الأفريقي، جاءت المجموعات على النحو التالي:
المجموعة الأولى (A): المغرب، مالي، زامبيا، جزر القمر.
المجموعة الثانية (B): أنغولا، مصر، جنوب أفريقيا، زيمبابوي.
المجموعة الثالثة (C): نيجيريا، تونس، أوغندا، تنزانيا.
المجموعة الرابعة (D): السنغال، الكونغو الديمقراطية، بنين، بوتسوانا.
المجموعة الخامسة (E): الجزائر، بوركينا فاسو، غينيا الاستوائية، السودان.
المجموعة السادسة (F): كوت ديفوار، الكاميرون، الغابون، موزمبيق.
هذا التوزيع وضع حامل اللقب كوت ديفوار في مجموعة نارية مع الكاميرون والغابون، بينما وجد منتخب مصر نفسه في صدام مبكر مع جنوب أفريقيا في مجموعة تبدو متوازنة لكنها لا تخلو من الألغام.
جدول مختصر لأهم ملامح المجموعات
معركة الصدارة والبطاقات المؤهِّلة
نظام البطولة يعتمد على تأهل أول وثاني كل مجموعة، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، ما يعني أن هامش الخطأ ضيق لكن فرص العبور إلى ثمن النهائي تبقى واسعة لمن يعرف كيف يدير التفاصيل الصغيرة.
هذا النظام يزيد من سخونة الصراع داخل المجموعات، إذ يمكن لفريق يبدأ بالتعثر أن يعود بحسابات الأهداف وفارق النقاط في الجولة الأخيرة.
في المجموعة الأولى، يتوقع أن ينحصر صراع الصدارة بين المغرب ومالي مع سعي زامبيا لإحياء ذكريات أمجادها الأفريقية، بينما تحاول جزر القمر تكرار سيناريو المفاجأة الذي عاشته في النسخة السابقة.
أما المجموعة الثانية فتمثل اختبارًا حقيقيًا لمصر التي تبحث عن استعادة الهيبة القارية في مواجهة جنوب أفريقيا المتطورة وأنغولا المزعجة تكتيكيًا.
مجموعات الموت ومصير الكباري
ضع كثير من المتابعين المجموعة السادسة في صدارة “مجموعات الموت” بوجود كوت ديفوار والكاميرون والغابون، مع موزمبيق كخصم لا يمكن اعتباره “نقطة سهلة” في ظل تطوره في السنوات الأخيرة.
سيناريو خروج مبكر لأحد العمالقة في هذه المجموعة يبدو واردًا، خاصة إذا لعب فارق الأهداف والنتائج المباشرة دوره في الجولة الأخيرة.
المجموعة الرابعة بدورها لا تقل تعقيدًا، إذ تضم السنغال بطلة سابقة وحاملة تشكيلة من أبرز نجوم أوروبا، إلى جانب الكونغو الديمقراطية وبنين وبوتسوانا، وكلها منتخبات اعتادت المفاجأة في التصفيات والبطولات.
كما تُصنَّف المجموعة الخامسة كمنصة اختبار لمنتخب الجزائر الباحث عن غلق ملف إخفاقين متتاليين في الكان، في مواجهة بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان، وهي منتخبات تملك خبرة في إرباك الحسابات.
البعد السياسي والجماهيري وتنظيم المغرب
إقامة البطولة في المغرب بين ديسمبر 2025 ويناير 2026 تأتي في سياق استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرياضية استعدادًا لاستضافة مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال، ما جعل كأس الأمم بمثابة “بروفة كبرى” تنظيمية.
غير أن هذا الزخم تزامن مع احتجاجات شبابية داخل المملكة انتقدت ما اعتبرته إنفاقًا مبالغًا فيه على الملاعب مقابل أزمات في التعليم والصحة وفرص العمل.
رغم ذلك، أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أن البطولة ستُقام في موعدها وأن المغرب مستمر في التنظيم دون تغيير، مع تعهدات بتوفير أفضل الظروف للجماهير والمنتخبات في المدن المضيفة.
هذا المناخ يضيف بعدًا رمزيًا لكل مباراة، حيث تتحول نتائج المجموعات إلى مادة للنقاش ليس فقط رياضيًا بل أيضًا على مستوى تأثير الرياضة في الشارع العربي والأفريقي.










