بين أستون فيلا وميلان… هل يتحول نجم وسط المغرب إلى “غنيمة صراع” أوروبي بعد أمم أفريقيا؟
إسماعيل صيباري يعيش واحدًا من أكثر مواسمه توهجًا مع إيندهوفن الهولندي ومع منتخب المغرب معًا، بعد أن تحوّل من موهبة واعدة إلى نجم مؤثر يحمل آمال جماهير أسود الأطلس قبل وأثناء كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، وسط اهتمام متزايد من أندية الدوري الإنجليزي والإيطالي.
وبين أرقام تهديفية وصناعية لافتة في الإرديفيزي ودوري الأبطال، وعقد طويل الأمد مع PSV حتى 2029، بدا ملف صيباري عنوانًا لصراع مبكر في سوق الانتقالات بالتوازي مع صعوده الدولي.
تألق لافت مع PSV هذا الموسميقدّم صيباري واحدًا من أنضج مواسمه مع PSV؛ إذ وصفته تقارير هولندية ومغربية بأنه يعيش “ذروة النضج الكروي” بعد أن أصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلة المدرب بيتر بوس.
سجل 8 أهداف في 14 مباراة بالدوري بحسب تقرير مطوّل عن تطوره، مع مساهمات حاسمة أمام فرق كبرى مثل فينورد وفورتونا سيتارد.
تقرير آخر يشير إلى أنه سجل 10 أهداف وقدم 11 تمريرة حاسمة في 33 مباراة هذا الموسم بمعدل 60 دقيقة في اللقاء، ما يعكس تأثيره المباشر في صناعة الفارق الهجومي من وسط الملعب.
مدربه بوس أشاد بـ“قوته البدنية الهائلة” مقرونة بقدرة فنية عالية، مع التأكيد على أن العمل في التوازن بين القوة والتحكم جعله أكثر نضجًا وأقل تهورًا في القرارات داخل الملعب.
هذا التطور جعل صيباري أحد أعمدة غرفة ملابس PSV وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الفريق المتصدر للدوري الهولندي.
عقد طويل… لكن الباب مفتوح للعروضPSV أعلن في صيف 2024 تمديد عقد إسماعيل صيباري حتى منتصف 2029، بعد أن كان يرتبط بعقد حتى 2028، في خطوة رآها النادي “مكافأة على تطور عاصف” من الأكاديمية إلى دوري الأبطال.
إدارة النادي أكدت أن اللاعب “يجمع بين القوة والتقنية” وأن تمديد عقده ضربة قوية في سوق الانتقالات لصالح النادي.
مع ذلك، لا يخفي النادي أنّ اهتمام الأندية الأوروبية يتزايد
:تقارير نقلت أن PSV لا يمانع بيعه على المدى المتوسط، لكنه يريد “أكثر بكثير من 20 مليون يورو” للاستغناء عنه، بالنظر إلى أرقامه ومدة عقده.
أندية من البريميرليج مثل فولهام، ليدز يونايتد، ووست هام، إضافة إلى أستون فيلا، تُصنّف ضمن المهتمين بضم اللاعب خلال الفترات المقبلة.
تقارير أخرى ذكرت اهتمام ميلان الإيطالي واعتباره صيباري “بروفايل مثالي” لوسط هجومي متحرك، غير أن PSV رفض التفريط به في آخر ميركاتو تمسكًا بمشروعه الفني.
صيباري نفسه، وفق تقارير، يركز حاليًا على الاستحقاقات مع PSV والمنتخب، مع ترك ملف الانتقال لما بعد البطولات الكبرى، لكن إغراء الدوري الإنجليزي يبقى حاضرًا كخيار محتمل.
نضج تكتيكي وتحول في الشخصية داخل الملعبتحليل موسّع لمسيرته أشار إلى أن صيباري انتقل من مرحلة “اللاعب المتسرع” الذي يفقد توازنه بعد التسديد ويخسر كرات سهلة، إلى لاعب أكثر هدوءًا ووعيًا بنقاط قوته وضعفه.
اعترف بنفسه أنه كان “مستعجلًا على إثبات نفسه”، لكن العمل مع الجهاز الفني على التوازن بين القوة والسيطرة جعله أكثر نجاعة أمام المرمى وأقل عرضة للإصابات.
اليوم، يتميّز صيباري بـ:القدرة على اللعب كصانع لعب متقدم رقم 10 أو كمهاجم ثانٍ خلف رأس الحربة.
قوة بدنية تسمح له بكسر الخطوط عبر الانطلاق بالكرة، مع تسديدات أصبح يضبطها بشكل أفضل.
حضور ذهني واضح انعكس في تحسن استمراريته وتراجع عدد الإصابات مقارنة بمواسم سابقة.
هذه الصورة الجديدة جعلته من أبرز الأسماء التي تسلط عليها الأضواء في تقارير “أبرز لاعب يجب متابعته في كل منتخب” قبل كأس أمم أفريقيا 2025، حيث اختارته منصات إحصائية كـ“لاعب المغرب الواجب مراقبته” في البطولة.
دور صيباري مع منتخب المغرب في الكان
في قائمة المغرب لكأس أمم أفريقيا 2025، يأتي إسماعيل صيباري ضمن وسط هجومي يضم أسماء شابة ومبدعة مثل بن صغير وإلياس بنصغير وغيرهما، مع اعتماده كـ“دينامو” بين الوسط والهجوم.
قبل مباراة الافتتاح أمام جزر القمر، تم وصفه في تقارير دولية بأنه “الداعم الديناميكي” للمهاجم يوسف النصيري، المتوقع أن يتحرك خلفه وبين الخطوط لصناعة الفرص. في لقاء الافتتاح، تواجد صيباري في التشكيل
الأساسية للمغرب أمام جزر القمر، قبل أن يُستبدل في الشوط الثاني لصالح بلال الخنوس، في إطار رغبة الركراكي في تجديد الدماء الهجومية.
المدرب وليد الركراكي يُعوِّل على صيباري كحل هجومي إضافي، خاصة في المباريات التي تحتاج للاختراق من العمق وخلق التفوق العددي بين الخطوط، إلى جانب قدرته على تنفيذ الكرات الثابتة والتسديد من خارج المنطقة.
بعض التحليلات ترى أن استمرار تألقه في الكان قد يرفع قيمته السوقية أكثر ويُسرّع من وتيرة العروض الأوروبية الضخمة.
ما بعد الكان: صراع أوروبي على توقيعه؟إقبال أندية من البريميرليج وسيريا آ على صيباري، مع تواجده في بطولة بحجم أمم أفريقيا تُنظم في بلده، يرفع من احتمالات دخوله “مزادًا” حقيقيًا في الصيف المقبل إذا واصل تقديم مستويات قوية
PSV، بعقد يمتد حتى 2029، في وضع قوة يتيح له التفاوض من موقع مريح، سواء للإبقاء عليه كقائد مشروعه الهجومي أو بيعه بقيمة كبيرة.
بالنسبة لصيباري، سيكون عليه الموازنة بين:الاستمرارية في بيئة يعرفها جيدًا في آيندهوفن، حيث يلعب كأساسي ويحظى بثقة المدرب.
القفز إلى مستوى أعلى في دوريات أكثر تنافسية، مع ما يحمله ذلك من مخاطر تتعلق بالاستمرارية والضغط.
أداءه في الكان 2025، ثم في تصفيات مونديال 2026، سيحدد إلى حد بعيد اتجاه هذه البوصلة، وما إذا كان سيغادر كـ“مشروع نجم عربي في أوروبا” أم يواصل تثبيت اسمه كأحد أهم لاعبي إيندهوفن في المدى المتوسط.










