شن تنظيم «داعش» هجوما دعائيا حادا على الرئيس السوري أحمد الشرع، في بيان مصور عالي النبرة بثه عبر منصاته الإعلامية، تضمن اتهامات بالكفر والردة والخيانة، في تصعيد لغوي وفكري لافت ضد سلطة الشرع.
ووصف التنظيم، في الشريط المصور، الشرع بـ«الخائن والمرتد»، مستخدما تشبيهات ذات طابع تحريضي، في إطار خطاب تكفيري اعتاد التنظيم توظيفه ضد خصومه.
كما حاول داعش الربط بين أحمد الشرع وإسرائيل، عبر إدراج مشاهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجولان وجبل الشيخ، إلى جانب لقطات لغارات إسرائيلية استهدفت مبنى وزارة الدفاع ومقار أمنية سورية.
اتهامات بالعمالة وتأجيج الفتن
واتهم التنظيم الرئيس السوري بـ«بيع البلاد مقابل السلطة»، مدعيا أنه «سلم السويداء للدروز واليهود» و«فرط بعشائر العرب»، في خطاب يهدف إلى تعبئة أنصاره وتأجيج الانقسامات المذهبية والسياسية داخل سوريا.
كما تضمن البيان لقطات من هجوم قوات الأمن السورية على مخيم الفرنسيين في مدينة حارم، في محاولة لربط العمليات الأمنية بخطاب التكفير والتحريض الذي يروج له التنظيم.
خلفية صراع قديم
ويعود العداء بين «داعش» وأحمد الشرع إلى الأعوام 2013–2014، حين انفصل الشرع «”أبو محمد الجولاني» عن التنظيم ورفض دمج «جبهة النصرة» ضمنه، ما دفع «داعش» منذ ذلك الحين إلى تكفيره واعتباره «مرتدا وخائنا».
وخلال عام 2025، كثف التنظيم حملاته الدعائية ضد الشرع، حيث أصدر في أبريل بيانا مصورا اتهمه فيه بالردة بسبب انخراطه في مسارات سياسية وإصلاحات دستورية، قبل أن تهاجمه لاحقا افتتاحيات متكررة في نشرة «النبأ» التابعة له، متهمة إياه بالتعاون مع الغرب والانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم.
سياق أمني متصاعد
وتأتي هذه الحملة الدعائية في ظل تصعيد ميداني، شمل هجمات نفذها «داعش» في مناطق متفرقة، أبرزها كمين في تدمر منتصف ديسمبر 2025، أعقبه رد أمريكي بضربات واسعة، وسط تقارير عن تنسيق أمني سوري–أمريكي ضد التنظيم.
ويرى مراقبون أن «داعش» يسعى من خلال هذا الخطاب إلى استغلال التطورات الأمنية لتصوير الشرع كـ«حليف للقوى الأجنبية»، في محاولة لإعادة تنشيط قاعدته الدعائية واستقطاب أنصار جدد.
وأضاف مراقبون أن “داعش” يستغل هذا التعاون العسكري لتصوير نظام الشرع كـ “خائن” يتعاون مع “القوى الكافرة”، بهدف تأجيج الفتن المذهبية واستقطاب العناصر المتشددة الرافضة للمسار الشرع الذي ينهجه في سوريا.
و يمثل هذا الإصدار المصور ذروة العداء بين “داعش” وأحمد الشرع، حيث يسعى التنظيم من خلاله إلى هز استقرار سلطة الشرع عبر العزف على أوتار القومية والدين، مستغلا التحولات السياسية والتعاون العسكري الدولي لشرعنة هجماته القادمة.










