هذه الأزمة تدور حول تصريحات أحمد العوضي عن أنه «الأعلى أجرًا والأعلى مشاهدة والأعلى مبيعًا» في مصر، وما تبعها من حرب تلميحات وردود قاسية من ريهام سعيد ورضوى الشربيني، مع دخول اسم ياسمين عبد العزيز في الخلفية بوصفها «صاحبة الفضل» في بدايات نجوميته.
تحولت القصة خلال أيام قليلة إلى «حرب ديسمبر» بين ممثل صاعد بقوة وإعلاميتين اعتادتا الكلام بلا سقف، في مشهد يعكس حجم الاستقطاب على السوشيال ميديا حول مفهوم «رد الجميل» وحدود استعراض النجاح.
شرارة الأزمة: «أنا الأعلى أجرًا»
بدأت الحكاية عندما خرج أحمد العوضي في بث مباشر عبر «فيسبوك» يحتفل بنجاح مسلسله «فهد البطل»، معلنًا أنه أصبح «النجم الأعلى أجرًا في مصر، والأعلى مشاهدة والأعلى مبيعًا».
قدّم العوضي هذه العبارات بوصفها احتفالًا بنجاح جماهيري مدعوم بـ«فضل ربنا ودعم إخواته»، لكن تجاهله لذكر أسماء شركاء مشواره فُسر على أنه نبرة غرور وإنكار لجهود من وقفوا معه في بداياته.
أثارت هذه الجملة موجة تعليقات متباينة؛ جزء من الجمهور اعتبرها ثقة طبيعية في النفس بعد نجاح عمل جماهيري، بينما رأى آخرون أنها تفتقد الحساسية في توقيت مزدحم بالنجوم الكبار وقوائم التكريم المتعددة.
ومع خروج هذه التصريحات من حيز «لايف عابر» إلى مساحات المواقع الإخبارية والسوشيال ميديا، تحولت إلى مادة مشتعلة جاهزة لاستقبال أي هجوم أو رد فعل من أطراف أخرى في الوسط الإعلامي والفني.
ريهام سعيد: بين اتهام «نكران الجميل» والنفي السريعدخل اسم ريهام سعيد على الخط مع تداول منشورات منسوبة لها على «فيسبوك» تتهم العوضي بشكل غير مباشر بـ«نكران الجميل» وبتجاهل من ساعدوه في صعوده، مع تلميحات واضحة إلى أن بعض الفنانات هن من وضعنه في خانة البطولة وصنعت له أجرًا لم يكن يحلم به.
في هذه الرسائل المتداولة ظهرت عبارات من نوع «رد الجميل للي خلت الناس تعرفك»، ما جعل الجمهور يربط بين كلامها وبين ياسمين عبد العزيز بوصفها شريكة نجاحه في أعمال سابقة، قبل أن ينفصل عنها شخصيًا وعاطفيًا.
لكن ريهام عادت في فيديو توضيحي لتقول إنها لم تكتب تلك البوستات أصلًا، وإن ما تم ترويجه عبارة عن صور مفبركة لا تمت لحسابها الرسمي بصلة، مؤكدة بلهجة حاسمة: «ولا كتبت حاجة ولا حذفت حاجة.. ده إحنا حبايب».
هذا النفي خلق بدوره حالة ارتباك؛ جزء من الجمهور رأى أن ريهام تحاول التراجع بعد اشتعال الأزمة، بينما تمسك آخرون بروايتها واعتبروا أن طرفًا ثالثًا يستغل اسمها لزيادة التريند على حساب العوضي والوسط الفني كله.
رضوى الشربيني: «مقبولة منك يا ضنايا»الوجه الثاني للأزمة كان رضوى الشربيني، التي اعتاد الجمهور ربط اسمها بخطاب حاد تجاه الرجال، لكنها هنا دخلت على خط قضية «رد الجميل» من زاوية مختلفة
نشرت رضوى تدوينة غامضة عبر حساباتها، قالت فيها إن من يتحدث عن كونه الأعلى في الاسم والأجر «لازم يتكلم كمان عن مين اللي وصله لهناك» وأن الاعتراف بفضل من صنعوا النجاح جزء من التربية قبل أن يكون جزءًا من الأخلاق المهنية.
رد العوضي في تصريحات صحفية بكلمات حاول أن تبدو دبلوماسية، واصفًا رضوى بأنها «ست بركة وطيبة»، في جملة رآها كثيرون تحمل استعلاءً مبطنًا أو تقليلًا من قيمتها المهنية
لم تتأخر رضوى في الرد، فكتبت: «لما تبقى 40 سنة وأنا 44 وتقول عني ست كبيرة وبركة.. يبقى أكيد تقصد فرق المقامات.. لو كده مقبولة منك يا ضنايا»، وهي العبارة التي تصدرت التريند وتحولت إلى «كوميكس» وتعليقات ساخرة على السوشيال ميديا.
تريند عابر أم معركة صورة وسمعة؟
تزامن اشتعال الأزمة مع استمرار نجاح مسلسل «فهد البطل»، الذي استند إليه العوضي لتأكيد تفوقه في نسب المشاهدة والبحث والبيع داخل السوق المصري لعام 2025.
ورغم ذلك، كشفت ردود الفعل أن جزءًا لا يستهان به من الجمهور ربط بين هذا الخطاب وبين تغييب اسم ياسمين عبد العزيز، وبين استخدام الإعلاميات للأزمة لتجديد حضورهن في ساحة التريند.
في الخلفية، يسود ترقب لظهور أحمد العوضي في حلقة جديدة من برنامج «صاحبة السعادة» مع إسعاد يونس، حيث تشير تقارير إلى أنه سيتطرق إلى الجدل القائم ويقدم روايته عن «حرب الإعلاميات» وحدود الفخر بالنجاح دون أن يتحول إلى اتهام بالغرور أو نكران الجميل
وبينما تتوعد ريهام سعيد بملاحقة مروجي المنشورات المفبركة قانونيًا، تواصل رضوى الشربيني توظيف العبارة الساخرة «مقبولة منك يا ضنايا» كرسالة مزدوجة: قبول شخصي مشروط، ورفض ضمني لأي محاولة لتقليل قيمة عملها ومكانتها في الإعلام المصري.










