المباراة بين مالي وزامبيا في كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 تُعد واحدة من أكثر مواجهات المجموعة الأولى ترقبًا، حيث يطارد المنتخبان ثلاث نقاط مبكرة قد ترسم خريطة الصراع على بطاقتي التأهل خلف أو مع المنتخب المغربي صاحب الضيافة.
ورغم طابعها الافتتاحي في مشوار المنتخبين، فإن المعطيات الفنية والتاريخية، إضافة لأسماء بارزة مثل أليو ديانج وباتسون داكا، تجعل من اللقاء اختبارًا حقيقيًا لأعصاب المدربين قبل مهارة اللاعبين.
أجواء المباراة وأهميتها في المجموعة
تقع مالي وزامبيا في المجموعة الأولى رفقة المغرب وجزر القمر، ما يمنح هذه المباراة وزنًا أكبر من كونها مواجهة افتتاحية لكليهما في البطولة.
فوز المغرب على جزر القمر في المباراة الافتتاحية للمجموعة جعل نقاط هذه المواجهة حاسمة في تحديد من يلاحق «أسود الأطلس» مبكرًا ومن يدخل حسابات معقدة في الجولتين الثانية والثالثة.
أُقيمت المباراة على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، وسط حضور جماهيري لافت سواء من أنصار المغرب أو الجاليات الإفريقية المقيمة، ما أضفى على اللقاء أجواءً قارية حماسية رغم غياب المنتخب صاحب الأرض عن هذه المواجهة بالذات.
واختار المدربان الدخول بتشكيل أساسي هجومي، في رسالة واضحة بأن النقطة الواحدة لن تكون مرضية في سباق مع منتخب مرشح بقوة لصدارة المجموعة مثل المغرب.
تفاصيل فنية: صراع الوسط بين ديانج وزامبيا
دخل منتخب مالي المباراة بتشكيل يقوده في الوسط اللاعب أليو ديانج، إلى جانب مامادو سنجاري ونيني دورجيليس، مع الاعتماد هجوميًا على البلال توريه ولاسانا كوليبالي وماجمادو دومبيا.
راهن المدرب البلجيكي توم سينتفيت على الكثافة في منتصف الملعب، مستغلًا القوة البدنية والانضباط التكتيكي الذي يميز المنتخب المالي في السنوات الأخيرة.
في المقابل، اعتمدت زامبيا على حارس المرمى ويلارد موينزا وخط دفاع يضم ماتيوز باندا وتشاندَا وساكالا وموسوندا، بينما جاء الرهان الهجومي على الثنائي باتسون داكا وفاشيون ساكالا المدعومين من كانجوا وتيمبو وباندا في الوسط.
هذه التركيبة منحت زامبيا مرونة كبيرة في التحولات السريعة، حيث اعتمد الفريق على الضغط العالي والكرات الطولية خلف دفاع مالي على أمل استغلال سرعة داكا وساكالا.
مجريات الشوط الأول: فرصة ذهبية ضائعة
شهد الشوط الأول توازنًا نسبيًا في الاستحواذ مع أفضلية طفيفة لمالي في عدد التسديدات والمحاولات قرب منطقة الجزاء، مستفيدة من تمريرات ديانج وقدرة دومبيا على التحرك بين الخطوط.
ومع ذلك، كانت النقطة الفارقة هي ركلة الجزاء التي حصل عليها المنتخب المالي في نهاية الشوط بعد تدخل داخل المنطقة، ليتقدم البلال توريه لتنفيذها في الدقيقة 42.
سدد توريه الكرة على يسار حارس زامبيا، لكن موينزا تألق في التصدي لها ليحافظ على التعادل السلبي ويُبقي منتخب بلاده في أجواء اللقاء رغم الضغط المالي المتصاعد.
هذه اللقطة تحولت إلى عنوان فرعي للمباراة، إذ اعتبر كثيرون أن ضياع هذه الفرصة قد يكلف مالي صدارة محتملة، خاصة إذا ما نجحت زامبيا لاحقًا في خطف هدف من مرتدة سريعة كما اعتادت في تصفيات سابقة.
قراءة تكتيكية واحتمالات ما بعد اللقاء
رغم التعادل السلبي حتى هذه المرحلة، تكشف المؤشرات الرقمية أن مالي امتلكت زمام المبادرة ميدانيًا، لكنها افتقدت الحسم أمام المرمى، في حين اعتمدت زامبيا على الانضباط الدفاعي وانتظار لحظة خاطفة لداكا أو ساكالا لقلب المعادلة.
هذه المعادلة تجعل المدربين تحت ضغط التعديل بين الشوطين؛ فمالي مطالبة بإدخال مهاجم إضافي أو تغيير أدوار دومبيا وتوريه، وزامبيا بحاجة لمزيد من الجرأة إذا أرادت مغادرة الملعب بأكثر من نقطة واحدة.
تنتهي المباراة – حال استمرار التعادل – بنتيجة تخدم المغرب بالدرجة الأولى، إذ تمنحه صدارة مريحة بثلاث نقاط وتضع مالي وزامبيا في وضعية مطاردة معقدة قبل أن يواجه كل منهما صاحب الأرض.
أما في حال حدوث متغير متأخر في الشوط الثاني، فإن من يخطف النقاط الثلاث سيعلن نفسه مبكرًا منافسًا مباشرًا لأسود الأطلس على قمة المجموعة، في بطولة لا ترحم الأخطاء المبكرة ولا تعطي مساحة كبيرة لتعويض الفرص الضائعة مثل ركلة جزاء توريه في الشوط الأول.










