«تاريخ لا يعرف الهزيمة وواقع لا يقبل الأعذار.. هل يكفى إرث الفراعنة لعبور فخ زيمبابوى؟»
منتخب مصر يفتتح مشواره فى كأس الأمم الإفريقية بالمغرب اليوم أمام زيمبابوى فى مواجهة تحمل ثقل التاريخ وضغط الحاضر، إذ تُعد ضربة البداية فى المجموعة الثانية بمثابة اختبار مبكر لرجال حسام حسن تحت عين جماهير لا ترضى بغير الفوز والعودة لمنصة التتويج القارية.
ورغم أفضلية الفراعنة التاريخية المطلقة فى مواجهات المنتخبين، فإن حذر الجهاز الفنى واضح فى التعامل مع منتخب عنيد وسريع مثل زيمبابوى، يدرك أن لا شيء يخسره أمام بطل قارة يطارد لقبه الثامن.
موعد المباراة وأهميتها فى مشوار الفراعنة
تقام مباراة مصر وزيمبابوى اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 على ملعب أدرار بمدينة أغادير المغربية، فى تمام العاشرة مساء بتوقيت القاهرة، الحادية عشرة بتوقيت السعودية، التاسعة بتوقيت المغرب.
المواجهة تأتى ضمن الجولة الأولى من المجموعة الثانية التى تضم إلى جانب مصر وزيمبابوى كلًا من جنوب إفريقيا وأنجولا، ما يضع المنتخب المصرى أمام ضرورة حصد النقاط الثلاث لتفادى حسابات معقدة فى الجولتين الثانية والثالثة.
تحقيق الفوز اليوم يمنح الفراعنة أولوية مبكرة على قمة المجموعة، ويقلل من احتمالات مواجهة منتخبات كبرى فى دور الـ16، فضلًا عن كونه دفعة معنوية لجيل جديد يقوده حسام حسن فنيًا ويبحث عن استعادة هيبة القميص المصرى قارياً.
هذه المعطيات تجعل من ضربة البداية أكثر من مجرد مباراة افتتاح، بل استفتاء مبكر على مشروع كروى جديد تحت القيادة الفنية الحالية.
التاريخ يميل لمصر.. لكن الملعب لا يعترف إلا بالحاضرالتقارير الإحصائية تؤكد أن منتخب مصر «لا يعرف طريق الخسارة» أمام زيمبابوى فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، إذ انتهت آخر مواجهة رسمية بينهما فى كان 2019 بفوز الفراعنة بهدف نظيف فى افتتاح البطولة بالقاهرة.
وقبلها حقق المنتخب المصرى نتائج إيجابية فى معظم المواجهات الرسمية، ما رسخ صورة أن زيمبابوى «خصم مفضل» فى البدايات الإفريقية لمصر.
لكن منتخب زيمبابوى يدخل نسخة المغرب 2025 بروح مختلفة، مستفيدًا من جيل سريع وبدنى، يسعى لتكذيب التاريخ واستغلال أى تهاون مصرى أو بطء فى الحالة الذهنية للفراعنة.
لذلك، يشدد الجهاز الفنى لمنتخب مصر فى أحاديثه على ضرورة التعامل مع اللقاء بذهنية المباريات الكبيرة، دون النظر إلى اسم المنافس بقدر النظر إلى أهمية النقاط الثلاث.
تشكيلة مصر المتوقعة: «القوة الضاربة» فى الافتتاحاستقر حسام حسن، بحسب مصادر صحفية، على الدفع بتشكيلة هجومية قوية تُوصف بأنها «القوة الضاربة» أمام زيمبابوى.
ومن المنتظر أن يبدأ منتخب مصر المباراة بتشكيل يضم:محمد الشناوى فى حراسة المرمى.
خط الدفاع: محمد هانى، رامي ربيعة، خالد صبحي (أو ياسر إبراهيم)، وأحمد فتوح أو محمد حمدى وفقًا للرؤية النهائية قبل اللقاء.
خط الوسط: مروان عطية، حمدى فتحى أو إمام عاشور، مع تواجد أحمد سيد زيزو أو تريزيجيه كأجنحة هجومية.
خط الهجوم: محمد صلاح أساسيًا، إلى جانب عمر مرموش ومصطفى محمد فى توزيع يمزج بين اللعب على الأطراف والعمق.
الرهان واضح على كثافة هجومية منذ البداية، مع محاولة حسم المباراة مبكرًا وتجنب سيناريوهات التوتر فى الدقائق الأخيرة، خاصة أن زيمبابوى
اللعب على الارتداد السريع خلف الأظهرة المتقدمة.
مفاتيح اللعب: صلاح تحت المجهر وزيمبابوى تراهن على السرعةمحمد صلاح يحمل عبء التوقعات الأعلى كقائد للمنتخب ونجمه الأول، إذ تُعوِّل الجماهير على خبرته الأوروبية وكاريزماه داخل الملعب لقيادة المجموعة فى بطولة تحتاج إلى شخصية قوية فى اللحظات الصعبة.
إلى جانبه، يأتى دور إمام عاشور وتريزيجيه ومرموش فى كسر الكثافة الدفاعية المتوقعة من زيمبابوى عبر التمرير السريع والتحرك من دون كرة.
على الجانب الآخر، يعتمد منتخب زيمبابوى على تنظيم دفاعى متماسك ومحاولات مباغتة عبر الأطراف والكرات الطولية، مستفيدًا من السرعة والالتحام البدنى.
ويتوقع محللون أن يلجأ المنافس إلى الضغط على خط وسط مصر لإفساد البناء الهجومى من منبعه، ما يضع مسؤولية إضافية على مروان عطية وحمدى فتحى أو إمام عاشور فى الخروج النظيف بالكرة.
الجماهير، الإعلام، وضغط البداية
الاهتمام الإعلامى بالمباراة يبدو واضحًا، مع تخصيص تغطيات خاصة على منصات مصرية وعربية، تتناول كل تفاصيل المواجهة من موعد اللقاء والقنوات الناقلة وحتى تحركات المنتخب فى فندق الإقامة وحصص التدريب الأخيرة.
هذا الزخم يضاعف الضغط الإيجابى على اللاعبين، إذ يدركون أن أى تعثر فى مواجهة تُصنف نظريًا كأقل صعوبة فى المجموعة سيشعل انتقادات مبكرة ويضع الجهاز الفنى تحت مجهر الشكوك.
وفى المقابل، يمنح الفوز الليلة الفرصة لتنفيس هذا الضغط وخلق مساحة أهدأ للتحضير لمواجهتى جنوب إفريقيا وأنجولا، اللتين تُعدّان على الورق أكثر تعقيدًا فنيًا وبدنيًا.
بين هذه الحسابات، تبدو مباراة مصر وزيمبابوى اليوم أكثر من مجرد افتتاحية؛ إنها اختبار لشكل الفراعنة الجديد تحت قيادة حسام حسن، وقياس مبكر لمدى قدرة هذا الجيل على إعادة الكأس إلى القاهرة من ملاعب المغرب.










