استقالات واسعة في “هريتدج فاونديشن” الأمريكية وسط اتهامات بالاصطفاف مع تيار “معاد للسامية”
يواجه مركز الأبحاث الأمريكي المرموق “هريتدج فاونديشن” (Heritage Foundation) أزمة داخلية حادة، بعد مغادرة أكثر من 12 موظفا لمناصبهم، بين مستقيل ومفصول، على خلفية اتهامات للمركز بالانحياز لشخصيات توصف بتبني آراء “معادية للسامية”.
“الولاء غير قابل للتفاوض”
وفي بيان صدر أمس الاثنين، وصف آندي أوليفاسترو، رئيس التطوير في المؤسسة، الموظفين المغادرين بأنهم اختاروا “إحداث اضطراب” وأظهروا “عدم الولاء”. وأكد أوليفاسترو أن المؤسسة ترحب بالنقاش، لكنه شدد على أن “التوافق على الرسالة والولاء لها أمر غير قابل للتفاوض”.
شرارة الأزمة: مقابلة تاكر كارلسون ونيك فوينتس
بدأت العاصفة في أكتوبر الماضي، عندما أجرى المذيع الشهير تاكر كارلسون مقابلة مع نيك فوينتس، المعروف بتوجهاته القومية المسيحية. وتركز النقاش حول معارضتهما المشتركة للدعم الأمريكي لإسرائيل، وهو موقف أثار غضب عدد كبير من الممولين والمحافظين التقليديين الذين طالبوا المؤسسة بفك ارتباطها بكارلسون.
تطورات الأزمة:
موقف رئيس المؤسسة: رفض كيفن روبرتس، رئيس “هريتدج”، “إلغاء صداقته” مع كارلسون، ودافع عنه في البداية ضد ما وصفه بـ”التحالف المسموم”، وهو المصطلح الذي اعتذر عنه لاحقا بعد انتقادات من زملائه اليهود الذين اعتبروه مجازا معاديا للسامية.
محاولة الاستمالة: أوضح روبرتس في اجتماع للموظفين أنه لا يؤيد فوينتس (الذي وصفه بالشرير)، بل يسعى لـ”استمالة” جمهوره العريض لصالح أفكار المؤسسة.
نزيف الكفاءات والتحول نحو معسكر “مايك بنس”
لم تقتصر الأزمة على الموظفين الصغار، بل امتدت إلى مستويات قيادية، حيث أعلنت جماعة (أدفانسينج أمريكان فريدام)، التي يقودها نائب الرئيس السابق مايك بنس، عن انضمام ثلاثة من القادة السابقين في فرق “هريتدج” القانونية والاقتصادية والبيانات إليها، رفقة 10 موظفين آخرين.
وتعد هذه الخطوة ضربة قوية للمؤسسة، خاصة وأن جماعة بنس تتبنى خطا منتقدا لحركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددا” (MAGA) التابعة لدونالد ترامب، والتي يبدو أن “هريتدج” باتت أكثر قربا منها.
استقالات في مجلس الإدارة
إلى جانب الموظفين، شهد مجلس إدارة “هريتدج فاونديشن” استقالة ثلاثة من أمنائه منذ نوفمبر الماضي، مما يعكس عمق الشرخ داخل أحد أهم القلاع الفكرية للمحافظين في الولايات المتحدة، ويثير تساؤلات حول مستقبل توجهات المركز السياسية وتمويله من المانحين التقليديين.











