سوريا 23 ديسمبر 2025، أكدت مصادر سورية قيام قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الانتقالية، برئاسة أحمد الشرع، واعتقال الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم (Bilal Abdul Kareem) في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك ظهر يوم الاثنين 22 ديسمبر 2025.
تفاصيل الاعتقال
وفقاً لشهود عيان، جرى اعتقال عبد الكريم (واسمه الأصلي داريل لامونت فيلبس) أثناء أدائه صلاة الظهر قرب مسجد “الفتح” في مدينة الباب.
ويأتي هذا الاعتقال بعد سلسلة من الانتقادات الحادة التي وجهها الصحفي الأمريكي للحكومة الانتقالية عبر منصة “X”، لا سيما فيما يتعلق بسياساتها الخارجية الأخيرة.
انتقاد “الشراكة مع واشنطن” شرارة الأزمة
تُرجح التقارير أن السبب المباشر للاعتقال هو فيديو نشره عبد الكريم مؤخراً، هاجم فيه بشدة قرار الحكومة السورية الانتقالية الانضمام إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش”.
وكان عبد الكريم قد صرح في ظهوره الأخير قائلاً: “الأمريكيون ليس لديهم أسباب مشروعة للبقاء هنا، ولا يمكننا شرعنة وجود العدو، وأمريكا عدو الشعب السوري”.
ويُنظر إليه كأحد الأصوات البارزة التي تتهم أحمد الشرع بـ”التنازل عن قيم الثورة” مقابل الحصول على اعتراف دولي وشراكات أمنية مع الغرب.
رحلة مثيرة للجدل: من CNN إلى سجون إدلب
يُعد بلال عبد الكريم شخصية استثنائية في المشهد السوري؛ فهو:
مراسل حربي ومؤسس قناة (On The Ground News)، عمل مع كبريات القوى الإعلامية الغربية (CNN, BBC, Sky News).
عُرف بانحيازه للفصائل الجهادية، وصنفته صحف عالمية مثل “نيويورك تايمز” كـ “مروج دعائي” لهذه المجموعات.
يزعم أنه مدرج على “قائمة الاغتيال” الأمريكية بعد نجاته من عدة غارات بطائرات بدون طيار.
اعتُقل سابقاً في عام 2020 على يد “هيئة تحرير الشام” لمدة 6 أشهر بسبب تقاريره عن التعذيب في سجون إدلب، ولم يُفرج عنه إلا في عام 2021.
علاقة جدلية مع الحكومة الجديدة
يرى مراقبون أن اعتقال عبد الكريم يمثل رسالة قوية من الحكومة الانتقالية لـ”ضبط الأصوات المتطرفة” التي تعرقل مساعي الدولة الجديدة للانفتاح الدولي.
وفي أغسطس 2025، كان عبد الكريم قد أثار الجدل بتقديمه التماساً لمنح الجنسية السورية للجهاديين الأجانب الذين قاتلوا في صفوف الهيئة، وهو ما قوبل برفض ضمني من السلطات التي تحاول تسويق نفسها كجهة “معتدلة”.










