أصبح استخدام الباركود في حياتنا اليومية من الأمور الروتينية، بدءاً من تصفح قوائم الطعام في المطاعم، مروراً بتسجيل الوصول في الفنادق وعيادات الأطباء، ووصولاً إلى دفع الفواتير وتتبع الشحنات عبر الإنترنت. لكن خبراء الأمن السيبراني يحذرون من أن هذه الرموز، التي توفر سرعة وسهولة، يمكن أن تتحول إلى بوابة خطيرة لاختراق الحسابات البنكية وسرقة البيانات الشخصية.
ما هو الخطر؟
تقوم الهجمات الاحتيالية عبر الباركود على مبدأ بسيط ولكنه فعال: استبدال الرمز الأصلي في المطاعم أو الفنادق برمز مزيف يوجه المستخدم إلى مواقع إلكترونية وهمية، صُممت لسرقة كلمات المرور، بيانات بطاقات الائتمان، ومعلومات الحساب البنكي. وبحسب صحيفة نيويورك بوست، فقد سجلت الفترة الأخيرة زيادة ملحوظة في هذه الهجمات، خاصة في الأماكن العامة التي يتعامل فيها المستخدمون مع الرموز بشكل يومي.
كيف يحدث الاحتيال؟
يوضح داستن بروير، المدير الأول لخدمات الأمن السيبراني الاستباقية في شركة BlueVoyant، وهي شركة أمريكية متخصصة في الأمن السيبراني، تقدم حلولاً وخدمات متقدمة للكشف عن التهديدات الرقمية، والاستجابة لها، وحماية المؤسسات من الهجمات الإلكترونية والتجسس الرقمي أن المحتالين يمكنهم ببساطة طباعة باركود مزيف ولصقه فوق الرمز الأصلي في المطاعم أو على عدادات مواقف السيارات أو حتى على الأجهزة الموجودة في الفنادق. هذا يجعل اكتشاف التلاعب شبه مستحيل بالنسبة للمستخدم العادي، خصوصاً إذا لم يكن منتبهاً.
كما يتم استغلال الباركود في الرسائل الإلكترونية والإشعارات الرقمية لتأكيد الطلبات أو تتبع الشحنات، ما يوسع دائرة الاحتيال لتشمل العالمين الواقعي والافتراضي في الوقت نفسه.
من الأكثر عرضة للخطر؟ كبار السن وجيل الألفية في دائرة الخطر
تشير تقارير شركة IBM ، وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات متخصصة في تقنية المعلومات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، تقدم حلولاً وخدمات برمجية وهاردوير للشركات والحكومات حول العالم إلى أن كبار السن هم الأكثر تعرضاً لهذا النوع من الاحتيال بسبب قلة خبرتهم بالتكنولوجيا الحديثة، إلا أن المفاجأة أن جيل الألفية وجيل “زد”، الأكثر ألفة بالتكنولوجيا، ليس بمنأى عن الخطر، بسبب اعتمادهم المفرط على مسح الرموز دون التأكد من مصدرها.
نصائح لحماية نفسك
1. التأكد من مصدر الرمز: قبل مسح أي باركود في الأماكن العامة، تحقق من عدم وجود تلاعب مادي عليه، وتأكد من أنه تابع لعلامة تجارية موثوقة.
2. تجنب إدخال بيانات حساسة: لا تقدم أي معلومات مثل رقم بطاقة الائتمان أو بيانات الحساب البنكي إلا إذا كنت متأكداً من أمان الموقع.
3. استخدام برامج حماية محدثة: حافظ على تحديث برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الأمنية على جميع أجهزتك.
4. قراءة مراجعات المستخدمين: الاطلاع على تجارب الآخرين في المكان أو الخدمة قبل إدخال أي معلومات شخصية.
خبراء الأمن يحذرون: الباركود سلاح ذو حدي
يقول روب لي، رئيس قسم الأبحاث والذكاء الاصطناعي والتهديدات الناشئة في معهد SANS: “الباركود لم يُصمم أساساً مع وضع الأمن في الاعتبار، بل لتسهيل الحياة اليومية، وهذا ما يجعلها جذابة للمحتالين. الهجمات عبر هذه الرموز تكتيك منخفض التكلفة وعالي العائد، وهو ما يسعى إليه المهاجمون”.
الخلاصة
على الرغم من بساطة شكل الباركود، فإن التهديد المترتب على التهاون في استخدامه يمكن أن يكون كبيراً. لذلك، يجب على المستخدمين توخي الحذر، وفحص أي رمز قبل مسحه، وتجنب إدخال أي بيانات حساسة إلا على مواقع موثوقة. تطبيق هذه الاحتياطات قد يمنع الوقوع في فخ الاحتيال الإلكتروني الذي قد يؤدي إلى خسائر مالية جسيمة.










