«ساحل العاج وموزمبيق.. حامل اللقب في اختبار “عقدة الصغار” قبل صدام الكبار في المجموعة السادسة
انتهت مواجهة ساحل العاج وموزمبيق في كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 اليوم في مراكش بوصفها بداية رحلة حامل اللقب في الدفاع عن تاجه القاري، وامتحانًا جديدًا لمنتخب موزمبيق الباحث عن أول فوز في تاريخه بالبطولة. وانتهى اللقاء بفوز ساحل العاج
المباراة تُقام على ملعب مراكش الكبير ضمن الجولة الأولى من المجموعة السادسة في توقيت يترقب فيه الشارع الكروي الإفريقي ما إذا كان الأفيال سيؤكدون صورتهم كمرشح أول، أم أن موزمبيق ستكتب واحدة من مفاجآت الكان المبكرة.
سياق تاريخي قبل المواجهة
يخوض منتخب ساحل العاج نهائيات أمم إفريقيا 2025 وهو حامل للقب بعد تتويجه في نسخة 2023 التي استضافها على أرضه، عندما قلب تأخره أمام نيجيريا إلى فوز 2-1 في النهائي، ليحصد نجمه القاري الثالث في تاريخ الأفيال.
هذا الرصيد يمنح المنتخب الإيفواري مكانة خاصة في المغرب بوصفه أحد أبرز المرشحين، خصوصًا مع سلسلة من النتائج القوية في تصفيات كأس العالم 2026 دون أن تهتز شباكه تقريبًا.
أما موزمبيق، فتدخل البطولة بسجل خالٍ من الانتصارات في أمم إفريقيا رغم مشاركتها السادسة، حيث خاضت 15 مباراة دون فوز، مكتفية بأربعة تعادلات و11 هزيمة، لكن مع تطور واضح في نسخة 2023 حين سجلت أربعة أهداف كأفضل حصيلة لها في نسخة واحدة.
هذا التاريخ المتواضع لا يلغي طموح المنتخب، بل يمنحه مساحة للمغامرة، خصوصًا أنه اعتاد قلب النتائج في بعض المحطات مثل تعادله 2-2 مع بنين في 2010 بعد التأخر بثنائية.
معطيات فنية قبل صافرة البداية
المباراة تُقام على ملعب مراكش الكبير اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025 في تمام 17:30 بالتوقيت العالمي (18:30 بتوقيت المغرب)، ضمن الجولة الأولى للمجموعة السادسة التي تضم أيضًا الكاميرون والجابون.
اختيار هذا التوقيت والملعب يمنح الأفيال أفضلية نسبية من حيث الأجواء المناخية المعتدلة ودعم جماهيري متوقع من الجاليات الإيفوارية والمغاربية.
على المستوى الفني، يدخل ساحل العاج اللقاء مدججًا بأسماء تلعب في أكبر الدوريات الأوروبية، مع حيوية هجومية ظهرت في تصفيات المونديال حيث سجل الفريق 25 هدفًا في مشواره التأهيلي الأخير دون أن يستقبل أي هدف، وهو مؤشر على تماسك الخطين الدفاعي والهجومي.
في المقابل، يعوّل منتخب موزمبيق على الانضباط التكتيكي والمرتدات السريعة، مستفيدًا من تجربة احتكاك قوية مؤخرًا رغم خسارته وديًا أمام أنجولا بنتيجة 4-1 خلال التحضير للبطولة، وهو ما كشف ثغرات دفاعية لكنه كشف أيضًا القدرة على الوصول للمرمى.
أرقام وتاريخ المواجهات المباشرة
إحصائيًا، تميل الكفة بوضوح لساحل العاج في المواجهات المباشرة مع موزمبيق؛ إذ لم يعرف الأفيال طعم الخسارة في آخر أربع مباريات أمام هذا المنافس، محققين انتصارين وتعادلين في جميع المسابقات.
في تصفيات كأس العالم 2022 حقق الإيفواريون فوزًا عريضًا 3-0 على موزمبيق في أبيدجان، بينما انتهت مواجهة مابوتو بالتعادل السلبي، في تأكيد للفارق الفني وتفوق الأفيال على مستوى القوة الهجومية.
لكن على مستوى أمم إفريقيا، تحمل الإحصاءات ذاكرة أقدم؛ إذ التقى المنتخبان في نسختي 1986 و1996، وحسمت ساحل العاج المواجهتين لصالحها، لتكرس عقدة منافس لم ينجح يومًا في التسجيل أمام الأفيال في الكان حتى الآن.
هذا الإرث التاريخي يضع ضغطًا إضافيًا على موزمبيق لكسر حاجزين في وقت واحد: عقدة الانتصار الأول في البطولة، وعقدة التسجيل والفوز على ساحل العاج.
رهان المجموعة السادسة وضغوط حامل اللقب
مواجهة اليوم لا تُعد مجرد افتتاحية عادية للمجموعة السادسة، بل تحمل في طياتها ملامح مبكرة لصراع القمة مع الكاميرون والجابون، المرشحين لمنافسة الأفيال على بطاقتي الصعود.
فوز ساحل العاج سيمنحه أفضلية معنوية وترتيبية قبل دخول المعارك الثقيلة أمام الكاميرون، بينما يمنح التعثر – تعادلًا أو خسارة – دفعة قوية لموزمبيق ويضع حامل اللقب تحت ضغط إعلامي وجماهيري مبكر.
وفي ظل أن لوائح البطولة تمنح أفضل ثوالث فرصًا إضافية في التأهل، فإن موزمبيق تدرك أن حصد نقطة أمام حامل اللقب قد يكون بمثابة «نصف تأهل» إذا أحسن استغلال باقي مباريات المجموعة.
لكن هذا السيناريو يفترض قدرة الفريق على الصمود دفاعيًا أمام هجوم إيفواري يمتاز بالتنوع بين العرضيات والاختراقات من العمق والتسديد من خارج المنطقة.
ما بين واقعية موزمبيق وغرور الأفيال
الفارق في القيمة السوقية والخبرة يصب لصالح ساحل العاج، لكن البطولات الإفريقية كثيرًا ما رفضت أن تكون كرة القدم لعب أرقام فقط، وهو ما يدفع الجهاز الفني لموزمبيق إلى خطاب تعبوي قائم على فكرة أن منتخبهم لا يملك ما يخسره في مواجهة خصم مرشح فوق العادة.
في المقابل، يبذل الجهاز الفني الإيفواري جهدًا لتفادي حالة «الغرور البطل» التي عاقبت منتخبات كبرى في نسخ سابقة، خاصة أن الأفيال سبق وأن عاشوا لحظات قاسية مثل الخسارة الثقيلة 4-0 أمام غينيا الاستوائية في نسخة 2023 قبل أن ينهضوا ويتوجوا باللقب.
بين ثقل التتويج السابق وطموح البحث عن أول انتصار تاريخي، تبدو مباراة ساحل العاج وموزمبيق في مراكش حقل اختبار مبكر لمدى قدرة الكان 2025 على إنتاج مفاجآتها المعتادة، أو إعادة تأكيد منطق القوى التقليدية في القارة السمراء من صافرة الجولة الأولى.










