الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يحذر من انهيار النظام ويؤكد أن الإصلاح هو السبيل الوحيد لإنقاذ إيران، مع تزايد مطالب الشعب بالتغيير بعد احتجاجات امرأة، حياة، حرية وتأثيرها على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
طهران، 25 ديسمبر 2025 – حذر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من أن انهيار النظام الحالي في إيران قد يؤدي إلى دمار شامل للبلاد، مشددًا على أن الإصلاح هو الطريق الأكثر أمانًا وفعالية لتحقيق التغيير وتجنب الفوضى.
تصريحات خاتمي حول الإصلاح والانهيار
قال خاتمي خلال لقاء مع صحفيين وفنانين وأساتذة جامعات، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية ISNA، إن “هذا النظام، مع كل أوجه القصور، إذا انهار، سيكون مصير إيران أكثر مرارة مما هو عليه الآن”.
وأضاف أن أي انهيار مفاجئ سيؤدي إلى انفصال مناطق، تدخلات أجنبية، وتسريبات أمنية ستدمر البلاد بالكامل، مؤكدًا أن الطريق الوحيد للإصلاح الجذري هو نهج تدريجي أقل تكلفة وأكثر فاعلية.
وشدد خاتمي على أن الغضب الشعبي لا يعني دعم الحركات الراديكالية أو الانقلاب على النظام، وقال: “إذا نظرنا وراء الانفعالات المؤقتة والغضب الناتج عن الوضع الحالي، أعتقد أن الغالبية ستختار الإصلاح التدريجي داخل النظام”.
السياق السياسي والاجتماعي في إيران
تأتي تصريحات خاتمي في وقت يشهد فيه الرأي العام الإيراني تغيرًا ملحوظًا، مع تراجع الثقة في الإصلاحات البطيئة من داخل النظام.
أظهر معهد GAMAAN الهولندي في استطلاع نشر أغسطس 2025 أن غالبية الإيرانيين يفضلون تغيير النظام أو الانتقال إلى هيكل سياسي جديد بعيدًا عن الجمهورية الإسلامية، في حين ارتفعت نسبة المعارضة إلى حوالي 81٪ خلال احتجاجات امرأة، حياة، حرية عام 2022، التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة. وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل ما لا يقل عن 550 شخصًا واعتقال آلاف آخرين، وفق منظمات حقوقية.
أهمية تصريحات خاتمي
تبرز تصريحات خاتمي كتحذير مباشر من الانزلاق نحو الفوضى والانقسامات الاجتماعية والسياسية، مؤكدًا أن الحلول الراديكالية لن تحقق سوى المزيد من الدمار. كما تعكس هذه التصريحات تصاعد الضغط على النظام الإيراني لمواصلة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
تؤكد تصريحات خاتمي أن الإصلاح هو السبيل الأمثل للحفاظ على استقرار إيران، بينما يظهر الاستطلاع أن الرأي العام الإيراني يسعى إلى تغييرات كبيرة، مما يعكس صراعًا مستمرًا بين الإصلاح التدريجي والخوف من الانهيار أو التدخل الخارجي.










