قدمت بلجيكا طلباً رسمياً للانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائم الإبادة في غزة، في خطوة جديدة على الصعيد الدولي للضغط على تل أبيب.
قدمت بلجيكا، الثلاثاء، طلباً رسمياً إلى محكمة العدل الدولية للانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، والتي تتعلق بارتكاب الأخيرة جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وأكدت المحكمة، وهي أعلى جهة قضائية تابعة للأمم المتحدة، أن بلجيكا قدمت إعلاناً للتدخل استناداً إلى المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة، مع التركيز على المواد من الأولى إلى السادسة من اتفاقية منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها، وبشكل خاص المادة الثانية التي تحدد مفهوم “النية المحددة” لإثبات الإبادة.
ودعت المحكمة كلا من جنوب إفريقيا وإسرائيل لتقديم ملاحظاتهما الكتابية بشأن تدخل بلجيكا، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من تل أبيب على خطوة بروكسل. تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار تداعيات حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، وأسفرت عن استشهاد نحو 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألف آخرين، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.
وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت الدعوى الأصلية ضد إسرائيل في ديسمبر 2023، متهمة تل أبيب بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها، وانضمت لاحقاً دول عدة إلى الدعوى بينها تركيا، البرازيل، كولومبيا، أيرلندا، المكسيك، وإسبانيا.
وأصدرت محكمة العدل الدولية في 28 مارس و26 يناير 2024 مجموعة من التدابير المؤقتة لحماية المدنيين الفلسطينيين، شملت توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية لنحو 2.4 مليون مواطن في غزة، إلا أن إسرائيل واصلت تجاهل هذه التدابير، ما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء والدواء في القطاع.
وفي يوليو 2024، شددت المحكمة في رأي استشاري على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، وأن المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ملزمة بعدم الاعتراف بالوضع القائم نتيجة هذا الاحتلال. تأتي هذه التطورات في وقت أصدرت فيه المحكمة الجنائية الدولية في 2024 مذكرتَي اعتقال لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.










