“السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي يكشف خطط واشنطن وتل أبيب تجاه سوريا وإيران وتركيا، ويؤكد صمود وقف إطلاق النار في غزة واستمرار الشراكة العسكرية مع إسرائيل بعد 2028.”
قدّم السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، قراءة شاملة للواقع السياسي والعسكري في المنطقة خلال مقابلة موسّعة مع موقع يديعوت أحرونوت، مؤكداً أن التعاون بين واشنطن وتل أبيب يتم على مستوى استثنائي رغم تعدد الجبهات وحساسية الملفات الإقليمية والدولية.
وتناولت المقابلة ملفات حساسة تشمل: وقف إطلاق النار في غزة، المفاوضات مع سوريا، الملف النووي الإيراني، التوتر مع تركيا، مستقبل المساعدات العسكرية الأميركية، عنف المستوطنين، ومحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
غزة: صمود وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية للتهدئة
أكد هاكابي أن وقف إطلاق النار في غزة صامد منذ أكثر من شهرين، معتبرًا ذلك إنجازًا لافتًا في ظل تعقيد الظروف. وأوضح أن عودة معظم الرهائن وجثث القتلى، باستثناء جثة واحدة، وبدء تنفيذ إطار الاستقرار يعكس متانة التفاهمات القائمة، واصفًا إدارة الملف بأنها “مهمة ضخمة لكن مسارها أفضل مما كان متوقعًا”.
وبشأن المرحلة الثانية من التهدئة، أشار السفير إلى أنه رغم انتظار استعادة جثمان آخر رهينة، فإن العملية السياسية لا تتوقف بالكامل، مع استمرار المساعي لإعادة الجثمان وتمكين العائلة من دفنه بكرامة.
ونفى وجود أي خلافات جوهرية بين واشنطن وتل أبيب حول مستقبل غزة، موضحًا أن التواصل اليومي بين كبار المسؤولين في القدس وواشنطن يعكس مستوى عالٍ من التنسيق، وأي احتكاكات عابرة لا تصل إلى أزمة سياسية.
وأشاد بالدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في بلورة إطار وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى الدعم العربي والأوروبي والإسرائيلي لهذا المسار.
المساعدات العسكرية الأمريكية بعد 2028
مع قرب انتهاء مذكرة التفاهم الحالية عام 2028، كشف هاكابي أن النقاشات الأولية حول اتفاق جديد قد بدأت بالفعل، معربًا عن ثقته بأن إسرائيل ستكون راضية عن مخرجات الاتفاق.
وأشار إلى أن الشراكة العسكرية الأمريكية مع إسرائيل لا مثيل لها مقارنة بأي دولة أخرى، مؤكداً استمرار الدعم والتعاون في مجال التكنولوجيا العسكرية والتدريبات المشتركة.
سوريا: خطوات حذرة نحو ترتيبات أمنية
فيما يخص سوريا، أكد السفير أن هناك تقدمًا نحو ترتيبات أمنية هشة لكنها تصب في مصلحة البلدين، معتبرًا أن مجرد انخراط الطرفين في محادثات مباشرة يُعد تطورًا يستحق التوقف عنده.
إيران: رسائل ردع واضحة وتجنب حرب جديدة
أعرب هاكابي عن أمله في تجنب مواجهة جديدة مع إيران، داعياً طهران إلى استخلاص العبر من المواجهات السابقة، وأكد أن التحركات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة حملت رسائل ردع واضحة لا تحتمل سوء الفهم.
تركيا: عدم تزويد المقاتلات F-35
حسم السفير الجدل حول احتمال تزويد تركيا بمقاتلات F-35، نافياً ذلك بشكل قاطع، ومشيرًا إلى قيود قانونية أمريكية تمنع التزويد بسبب امتلاك أنقرة منظومات روسية.
عنف المستوطنين في الضفة الغربية
وصف هاكابي عنف المستوطنين بأنه إرهاب وجريمة، مؤكدًا أن هوية الفاعل لا تبرر الجريمة. وأشار إلى تغيير ملحوظ في تعامل إسرائيل مع هذه الظاهرة، بما يشمل اعتقالات وإدانات عبر الطيف السياسي، مشيرًا إلى تصريحات رسمية قوية وإجراءات ميدانية ملموسة.
محاكمة نتنياهو وحضور السفير
علق السفير على محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أنه لا علم له بأي نية أمريكية لاستخدام أدوات ضغط على إسرائيل، وأن حضوره إحدى جلسات المحاكمة كان تعبيرًا عن التضامن فقط. وشبه ما يتعرض له نتنياهو بـ”حرب القانون” التي طالت ترامب في الولايات المتحدة.
معاداة السامية في الولايات المتحدة
تطرق هاكابي إلى تصاعد مظاهر معاداة السامية في أمريكا، واصفًا الظاهرة بأنها “عالية الصوت لكنها ليست واسعة الانتشار”، ومشدداً على أنها “مرض غير عقلاني متجذر في الشر”.
وأشار إلى تعيين الرئيس ترامب للحاخام يهودا كابلون مبعوثًا خاصًا لمكافحة الظاهرة، واصفًا هذه الخطوة بأنها عملية وليست رمزية.
شراكة أمريكية–إسرائيلية متينة
اختتم السفير المقابلة بتفاؤل لافت، مؤكداً أن الشراكة الأمريكية–الإسرائيلية مرت بعواصف أقوى وخرجت منها أكثر تماسكًا، واصفًا التعاون المشترك بأنه “قصة عظيمة تستحق أن تُروى”.










