الجمعة 26 ديسمبر 2025، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الجمعة، استدعاء المفوض السامي للمملكة المتحدة لدى إسلام آباد، لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية مظاهرة “استفزازية” نظمت خارج القنصلية الباكستانية في مدينة برادفورد البريطانية.
تصريحات “استفزازية” وتهديدات بالقتل
أكد المتحدث باسم الخارجية، طاهر أندرابي، أن استدعاء الدبلوماسي البريطاني جاء ردا على تصريحات “تحريضية” استهدفت القيادة المدنية والعسكرية في باكستان من الأراضي البريطانية.
وتفجرت الأزمة عقب تداول مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر امرأة وسط مجموعة من الأشخاص يحملون أعلام حزب “حركة الإنصاف” (PTI) المعارض، وهي تطلق تهديدات صريحة “بتفجير سيارة مفخخة” استهدفت فيها شخصية قيادية عسكرية رفيعة.
تحرك قانوني ومطالبة بالمحاسبة
أوضح وزيرا الدولة طلال تشودري وبلال أزهر كياني، أن الحكومة الباكستانية راسلت السلطات البريطانية رسميا للمطالبة باتخاذ إجراءات قانونية بموجب “قانون مكافحة الإرهاب البريطاني لعام 2006”.
أبرز نقاط الموقف الحكومي:
تجاوز حرية التعبير: أكد الوزير طلال تشودري أن “التحريض على الإرهاب لا يمت بصلة لحرية التعبير”، مشددا على أن التهديد المباشر بسيارة مفخخة يعكس “مخططا مدروسا” وليس مجرد احتجاج سياسي.
مسؤولية الدول: أشار تشودري إلى أن القانون الدولي يلزم الدول بضمان عدم استخدام أراضيها للتحريض على العنف أو التمرد ضد دول ذات سيادة أخرى.
خيارات أخرى: لوحت الحكومة الباكستانية بوجود “خيارات قانونية ودبلوماسية أخرى” في حال عدم استجابة السلطات البريطانية لمطالب المحاسبة.
اتهامات للمعارضة و”تهديد للأمن القومي”
من جانبه، وصف وزير الدولة للشؤون المالية، بلال كياني، الحادثة بأنها “غير مقبولة”، متهما حزب “حركة الإنصاف” (الذي يتزعمه عمران خان) بإساءة استخدام منصات اللجوء والحرية في الخارج لاستهداف مؤسسات الدولة، واصفا الحزب بأنه بات “تهديدا للأمن القومي”.
سياق التصعيد
يأتي هذا الاستدعاء بعد أسابيع من تحركات قادها وزير الداخلية محسن نقوي، الذي قدم أوراقا رسمية للمملكة المتحدة للمطالبة بتسليم شخصيات إعلامية ونشطاء (مستخدمي يوتيوب) مقيمين في بريطانيا، بتهمة نشر “دعاية معادية” واستهداف المؤسسة العسكرية عبر الإنترنت.
وشددت إسلام آباد في مذكرتها للمفوضة السامية البريطانية، جين ماريوت، على أن “الدولة لن تتهاون مع من يستهدف رموزها”، مطالبة لندن بالتحقيق الفوري في واقعة برادفورد.










