كان المغرب يشتعل: هل يتحول حلم الصدارة إلى كابوس تكتيكي للفراعنة أمام فريق جنوب إفريقيا أول اختبار حقيقي؟
انتهى الشوط الاول من مباراة مصر وجنوب أفريقيا بتقدم لمنتخب مصر بهدف بقدم محمد صلاح من ضربة جزاء وكانت المباراة بين مصر وجنوب أفريقيا اليوم في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب قد انطلقت بتشكيل هجومى للفراعنة تتحول إلى اختبار حقيقي لقدرة الفراعنة على حسم التأهل المبكر من المجموعة الثانية، في قمة تشتعل مبكرًا على صدارة المجموعة بين منتخبين دخلا البطولة بطموح المنافسة على اللقب لا مجرد التمثيل المشرف.
وتُقام المواجهة على ملعب أدرار بمدينة أغادير في الخامسة مساء بتوقيت القاهرة، وسط حالة ترقب جماهيري وإعلامي كبير لأداء كتيبة حسام حسن أمام خصم عنيد ومنظم.
أجواء المباراة ورهانات المجموعة
يدخل منتخب مصر اللقاء منتشيًا بفوز افتتاحي على زيمبابوي بنتيجة 2–1، وهو نفس سيناريو منتخب جنوب أفريقيا الذي حسم مباراته الأولى لصالحه أمام أنجولا، ما جعل صراع الصدارة في المجموعة الثانية يبدأ مبكرًا بينهما.
هذا التكافؤ في الانطلاقة يمنح مباراة اليوم طابعًا أشبه بـ«نهائي مصغر» على قمة المجموعة، لأن الفائز يقطع خطوة كبيرة نحو ثمن النهائي ويتفادى حسابات الجولة الأخيرة المعقدة.
وتقام المواجهة على ملعب أدرار بمدينة أغادير، أحد الملاعب الحديثة في المغرب، حيث تنطلق صافرة البداية عند الخامسة مساء بتوقيت القاهرة (الرابعة بتوقيت المغرب، السادسة بتوقيت مكة المكرمة)، في توقيت يناسب المتابعة الجماهيرية العالية داخل مصر وخارجها.
ويزيد من حجم الترقب أن المنتخبين ينتميان لمدرستين مختلفتين؛ مصر بتاريخها الإفريقي العريق وجنوب أفريقيا بمدرستها القائمة على التنظيم والسرعة والقوة البدنية.
أوراق مصر الفنية وتشكيل الفراعنةحسام حسن مطالب اليوم بإثبات أن فوز الافتتاح على زيمبابوي لم يكن مجرد «فوز بالخبرة»، بل خطوة أولى في مشروع فني واضح المعالم، لذلك اتجه الجهاز الفني لإجراء تعديلات على التشكيل بحثًا عن مزيد من الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية.
وتشير التقارير إلى أن المدرب يميل للاعتماد على محمد الشناوي في حراسة المرمى، مع إدخال رامي ربيعة إلى جانب ياسر إبراهيم في قلب الدفاع، فضلًا عن تثبيت ثنائي الأطراف محمد هاني وأحد ظهيري الجبهة اليسرى، في محاولة لغلق المساحات أمام السرعات الجنوب أفريقية.
في الوسط، يرتكز الرهان على ثنائي الارتكاز مروان عطية وحمدي فتحي لتأمين العمق ومنح الفريق القدرة على التحول السريع من الدفاع للهجوم، بينما تمنح الأجنحة الهجومية مثل تريزيجيه وعمر مرموش حلولًا متنوعة بين الاختراق والتسديد من الأطراف.
أما في الخط الأمامي، فيتقدم محمد صلاح ومصطفى محمد المشهد الهجومي؛ صلاح كورقة حاسمة وخبرة عالمية قادرة على صناعة الفارق من نصف فرصة، ومصطفى كمهاجم صريح يجيد اللعب على الكرات العرضية والتحامات منطقة الجزاء.
قوة جنوب أفريقيا وحدود المغامرة المصرية
على الضفة الأخرى، يدخل منتخب جنوب أفريقيا المواجهة بثقة كبيرة بعد الفوز في الجولة الأولى، مستندًا إلى فريق منظم يجيد الضغط والارتداد السريع، ما يفرض على الفراعنة تجنب المبالغة في التقدم الهجومي غير المحسوب.
وتعوّل جنوب أفريقيا على استثمار أي مساحات خلف دفاع مصر، خاصة مع إمكانية تقدم الظهيرين لدعم الهجوم، وهو ما قد يجعل لحظة عدم تركيز واحدة كافية لقلب موازين المباراة.
في هذا السياق، تبدو معضلة حسام حسن الأساسية في الموازنة بين الرغبة في الهجوم لحسم الصدارة مبكرًا وبين ضرورة الحفاظ على تماسك الفريق أمام خصم يجيد العقاب في التحولات السريعة.
القراءة المعارضة داخل المشهد الكروي ترى أن الإفراط في الاعتماد على لحظات فردية من صلاح أو تريزيجيه دون منظومة هجومية واضحة قد يجعل المنتخب مكشوفًا تكتيكيًا أمام منتخب لا يهاب الأسماء، بل يتعامل مع المباراة باعتبارها فرصة تاريخية لجرح عملاق القارة في ليلة مغربية خاصة.
الجماهير، الإعلام، وما بعد صافرة النهايةحضور الجماهير المصرية في المدرجات وأمام الشاشات يمنح المنتخب دفعة معنوية كبيرة، خاصة مع نقل المباراة عبر قنوات beIN Sports MAX وعدة قنوات أخرى حاصلة على حقوق البطولة، إلى جانب استوديوهات تحليلية قبل وبعد اللقاء تزيد من زخم الحدث.
غير أن هذه الحالة من الزخم الإعلامي قد تنقلب سريعًا إلى موجة انتقادات قاسية إذا خرج المنتخب بأداء باهت أو نتيجة مخيبة، خصوصًا أن التوقعات الجماهيرية اعتادت رؤية الفراعنة كمنافس دائم على اللقب لا مجرد فريق يسعى للتأهل.
انتهاء المباراة بفوز مصري يعني عمليًا حسم التأهل المبكر وقطع خطوة واسعة نحو أدوار الحسم، بينما قد يفتح التعادل أو الخسارة الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا في الجولة الأخيرة، وربما يعيد إلى الواجهة الأسئلة القديمة حول جدوى الاختيارات الفنية والتشكيل وطريقة اللعب.
وبين هذا وذاك، تبقى مباراة مصر وجنوب أفريقيا اليوم في المغرب اختبارًا حاسمًا لشخصية الفراعنة الجديدة: هل يخرج الفريق بصورة منتخب مرشح فعلي للقب، أم يكتفي بصورة «كبير قارة» يعيش على ذاكرة الماضي وينتظر لطف القرعة وحسابات المجموعة؟










