«قلب المجموعة يشتعل في محمد الخامس.. هل يفسد القمريون حسابات تشيبولوبولو؟»
مباراة زامبيا وجزر القمر في كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب تُقام اليوم على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء في إطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى، ولم تكن قد انتهت بعد وقت كتابة هذا التقرير، ما يجعل كل الأنظار معلقة على صافرة النهاية وترتيب المجموعة.
المباراة تكتسب أهمية مضاعفة لكلا المنتخبين، خاصة بعد تعثر جزر القمر أمام المغرب وخروج زامبيا بنقطة من تعادلها مع مالي في الجولة الافتتاحية.
أهمية المباراة في المجموعة الأولى
المباراة تأتي في ختام الجولة الثانية للمجموعة الأولى التي تضم المغرب ومالي وزامبيا وجزر القمر، حيث تُلعب بعد مواجهة المغرب ومالي في اليوم نفسه.
تعادل زامبيا في الجولة الأولى أمام مالي بنتيجة 1-1 جعلها تدخل اللقاء في وضع وسط بين الطموح والحذر، بينما زادت هزيمة جزر القمر 2-0 أمام المغرب من ضغوط ضرورة التعويض.
زامبيا تمتلك نقطة واحدة في رصيدها قبل ضربة البداية، وتدرك أن خسارة جديدة قد تُربك حظوظها في التأهل المباشر عن المجموعة.
جزر القمر تدخل بلا رصيد من النقاط، ما يجعل الفوز بمثابة طوق نجاة حقيقي قبل الجولة الثالثة الأصعب أمام مالي.
خلفية فنية وتاريخ المواجهات
منتخب زامبيا يدخل البطولة وهو يعاني من سلسلة سلبية في نهائيات كأس الأمم، إذ لم يحقق أي فوز في آخر 11 مباراة له في الأدوار النهائية (9 تعادلات و2 هزيمة) منذ التتويج في 2012.
هذه العقدة النفسية تجعل مواجهة جزر القمر فرصة مثالية لكسر النحس واستعادة صورة البطل الإفريقي السابق.
في المقابل، جزر القمر التي تشارك في النهائيات للمرة الثانية فقط تاريخيًا، أظهرت في مباراة الافتتاح أمام المغرب صلابة تكتيكية في الشوط الأول قبل أن تنهار دفاعيًا في الشوط الثاني وتتلقى هدفين.
ومع ذلك، يمتلك المنتخب القمري لاعبين مؤثرين هجوميًا مثل يوسف مشانغاما وفايز سليماني ورفيقي سعيد، وهو ما يجعله خصمًا مزعجًا دفاعيًا لزامبيا.
الإحصائيات التاريخية تشير إلى تفوق زامبي في المواجهات المباشرة؛ إذ فازت في 4 من أصل 7 مباريات أمام جزر القمر، مقابل انتصارين للقمريين وتعادل وحيد.
رغم هذا التفوق العام، فإن جزر القمر فازت في آخر لقاءين بين الطرفين في بطولة كوسافا عامي 2024 و2025 بنتيجة 1-0 في كل مباراة، ما يمنحها ثقة إضافية.
تفاصيل تنظيمية وتكتيكية متوقعة
تُقام المباراة على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء في توقيت بعد الظهر المحلي، ضمن جدول اليوم الذي يشهد أيضًا لقاءات مصر مع جنوب إفريقيا وأنغولا مع زيمبابوي في المجموعات الأخرى.
ويتولى إدارة اللقاء تحكيميًا الحكم أحمد هيرالال، في أجواء جماهيرية مرشحة لأن تميل لصالح المنتخب الزمبي بحكم شعبيته القارية وحضوره التاريخي.
على المستوى التكتيكي، يعتمد منتخب زامبيا على خط هجوم قوي يقوده باتسون داكا الذي سجّل هدف التعادل القاتل أمام مالي في الجولة الأولى، رافعًا رصيده الدولي إلى 21 هدفًا.
زامبيا تميل للضغط العالي واستغلال السرعات في الأطراف، مع محاولة استثمار المساحات خلف دفاع جزر القمر الذي أظهر هشاشة واضحة في الشوط الثاني أمام المغرب واستقبل هدفين متأخرين.
على الجانب الآخر، من المنتظر أن يلجأ المدرب الإيطالي-الكندي ستيفانو كوسين إلى تنظيم دفاعي أكثر تماسكًا، مع الاعتماد على التحولات السريعة واستغلال مهارات لاعبي الوسط في التمرير بين الخطوط.
حارس المرمى يانيك باندور لعب دورًا بارزًا أمام المغرب بعدما تصدى لركلة جزاء وتصدى لعدة فرص محققة، وسيكون مرة أخرى نقطة ارتكاز دفاعية أساسية ضد هجوم زامبيا.
سيناريوهات ما بعد صافرة النهاية
نتيجة هذه المواجهة مرشحة لإعادة تشكيل خريطة المجموعة الأولى بالكامل قبل الجولة الثالثة.
فوز زامبيا سيقربها بشكل كبير من العبور إلى ثمن النهائي، خاصة إذا تعادل المغرب ومالي أو فاز أحدهما وترك بطاقة الصدارة مفتوحة للجولة الأخيرة.
أما فوز جزر القمر فسيُشعل المجموعة بشكل دراماتيكي، إذ سيعيد آمال القمريين في تأهل تاريخي ويعقّد حسابات زامبيا التي ستكون مجبرة على اللعب بندية كاملة أمام المغرب في اللقاء الأخير.
وفي حال التعادل، ستبقى زامبيا في دائرة المنافسة مع تفوق طفيف على جزر القمر، لكن دون أفضلية مريحة قبل مواجهة أصحاب الأرض في الجولة الثالثة على استاد مولاي عبد الله بالرباط.
بهذه المعطيات، تتحول مواجهة زامبيا وجزر القمر في الدار البيضاء إلى امتحان حقيقي لشخصية كلا المنتخبين، بين منتخب يسعى لكسر سلسلة سلبية طويلة في النهائيات، وآخر يحاول كتابة فصل جديد في قصة «الحصان الأسود» القادم من المحيط الهندي إلى قلب القارة الإفريقية.










