مباراة زامبيا وجزر القمر في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف وقد أقيمت اليوم على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى، ولم تكن قد انتهت لحظة كتابة هذا التقرير، ما يجعل نتيجة المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بين منتخب يبحث عن كسر نحس طويل وآخر يطارد مفاجأة جديدة في القارة.
المواجهة تكتسب وزنًا مضاعفًا في حسابات التأهل، خاصة أن المغرب يتصدر المجموعة بعد فوزه على جزر القمر 2–0، بينما تملك زامبيا نقطة واحدة من تعادل درامي مع مالي، وتخوض الليلة معركة قد تعيد رسم ملامح القمة والقاع في جدول الترتيب.
خلفية المجموعة قبل ضربة البداية
تضم المجموعة الأولى منتخبات المغرب ومالي وزامبيا وجزر القمر، ويتصدرها حتى الآن المنتخب المغربي بثلاث نقاط بعد الفوز على جزر القمر 2–0 في الافتتاح.
زامبيا دخلت الجولة الثانية وفي رصيدها نقطة واحدة بعد تعادل مثير أمام مالي 1–1، حسمه باتسون دكا بهدف في الوقت بدل الضائع، ما أبقى «الرصاصات النحاسية» في سباق التأهل.
جزر القمر وصلت إلى مواجهة اليوم بلا رصيد من النقاط بعد السقوط أمام أصحاب الأرض، لكنها خرجت بصورة «منتخب مقاتل» بعدما صمدت شوطًا كاملاً قبل أن تهتز شباكها مرتين في الشوط الثاني.
هذه المعطيات تجعل مباراة زامبيا وجزر القمر مواجهة ضغط مبكر؛ ففوز زامبيا يعني اقترابها من مراكز العبور، بينما يمنح انتصار القمريين قبلة حياة لمشروعهم القاري، ويُربك حسابات المجموعة بالكامل.
ملامح فنية قبل المباراة
زامبيا تدخل اللقاء وهي تحمل عقدة سلبية في سجلاتها بالنهائيات، إذ لم تعرف طعم الفوز في 11 مباراة متتالية بكأس الأمم منذ تتويجها التاريخي عام 2012، ما يضع المدير الفني تحت ضغط كسر هذه السلسلة في المغرب.
في المقابل، ما زالت جزر القمر تعاني دفاعيًا في النهائيات؛ فالفريق استقبل حتى الآن تسعة أهداف في مبارياته بكأس الأمم، بينها ستة في الأشواط الثانية، ما يطرح تساؤلات حول القدرة البدنية والتركيز في دقائق الحسم.
فنيًا، تراهن زامبيا على قوة خط الهجوم بقيادة باتسون دكا ولاعبين أصحاب سرعات على الأطراف، مع نزعة للضغط العالي ومحاولة استغلال المساحات خلف دفاع جزر القمر الذي يُظهر تماسكًا مقبولًا في بداية المباريات قبل أن يتراجع مع مرور الوقت.
أما جزر القمر، فتميل إلى الانضباط والتمركز الدفاعي ثم البناء من العمق والأطراف عبر ثنائي الوسط زيدو يوسف وياسين بورحان، مع الاعتماد على انطلاقات رفيقي سعيد في التحولات السريعة وصناعة المفاجآت.
أجواء اللقاء وتفاصيل ما قبل صافرة النهاية
تقام المباراة على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء عند الساعة 19:30 بتوقيت القاهرة (17:30 بتوقيت غرينيتش)، ما يمنحها زخمًا جماهيريًا كبيرًا في مدينة تعيش كرة القدم كجزء من يومياتها.
التشكيلان المتوقعان والفعليان لزامبيا وجزر القمر يؤكدان اعتماد الجهازين الفنيين على الاستقرار، مع الإبقاء على القوام الأساسي الذي خاض الجولة الأولى، بما في ذلك الحارسين ويلارد موانزا ويانيك باندور اللذين خطفا الأضواء بتصدياتهما لركلتي جزاء في مباريات سابقة.
حتى اللحظة التي يُكتب فيها هذا التقرير، كانت المتابعات الرسمية للمواجهة تشير إلى بداية حذرة من الطرفين، مع أفضلية نسبية لزامبيا في الاستحواذ والمحاولات، مقابل محاولات قمُرية للرهان على المرتدات السريعة واستغلال أي هفوات في عمق الدفاع الزامبي.
هذه الصورة المبدئية تعكس صراعًا بين فريق يبحث عن حسم مبكر يريح أعصابه قبل مواجهة المغرب، وآخر يريد جرّ المباراة إلى سيناريو طويل يُبقيه في أجواء المنافسة حتى اللحظة الأخيرة.
سيناريوهات ما بعد صافرة النهاية
انتصار زامبيا سيمنحها أربع نقاط، ما يضعها على عتبة التأهل ويزيد الضغط على مالي في صراع البطاقة الثانية، بينما يُدخل جزر القمر في وضع معقد قبل لقاء مالي في الجولة الأخيرة.
فوز جزر القمر سيعيد رسم خريطة المجموعة بالكامل، حيث سيضع المنتخب «المتواضع على الورق» في قلب معركة التأهل، ويحوّل مباراته الأخيرة إلى مواجهة تاريخية على بطاقة محتملة إلى ثمن النهائي.
أما التعادل، فيبدو السيناريو الأكثر تعقيدًا؛ إذ سيُبقي زامبيا بنقطتين تفرض عليها ضرورة تحقيق نتيجة إيجابية أمام المغرب، بينما يترك جزر القمر بنقطة واحدة فقط، معلقًا مصيره على نتائج الآخرين وفرصه في بطاقات أفضل الثوالث إذا ما حقق مفاجأة مدوية لاحقًا.
وبين هذه الاحتمالات، تبقى كرة القدم الإفريقية مهيأة دومًا لكتابة قصص غير متوقعة، وقد تكون مباراة زامبيا وجزر القمر اليوم واحدة من تلك الليالي التي تتحول فيها حسابات الأرقام إلى دراما كروية كاملة على أرض الدار البيضاء.










