الولايات المتحدة تتعقّب ناقلة النفط “بلا-1” المرتبطة بإيران وفنزويلا، وتستعد لعملية اقتحام قسري بعد رفضها الامتثال لأوامر التوقف أمام خفر السواحل الأمريكي، في إطار تطبيق العقوبات على إيران وفنزويلا وأساطيل النفط الملتوية.
متابعة حثيثة لناقلة “بلا-1”
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بأن الولايات المتحدة تقوم بتعقّب ناقلة النفط “بلا-1”، المرتبطة بإيران وفنزويلا، وتستعد لاحتمال تنفيذ عملية اقتحام قسري لها بعد رفض طاقمها الامتثال لأوامر التوقف والتفتيش الصادرة عن القوات العسكرية الأميركية.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشر يوم الخميس 25 ديسمبر، تم رصد الناقلة قبالة السواحل الفنزويلية عقب سلسلة تغييرات مفاجئة وغير متوقعة في مسارها، بحسب ما ذكرت المصادر الأميركية. وأوضح قادة عسكريون أن حجم السفينة أكبر من قدرات الزوارق التقليدية لخفر السواحل، وأنها حاولت الإفلات من طوق السفن الخاضعة للعقوبات أثناء توجهها إلى فنزويلا.
الناقلة وعلاقتها بإيران وفيلق القدس
أكدت واشنطن أن الناقلة تحمل شحنات نفط إيرانية نيابة عن جهات مدرجة على لوائح العقوبات الأميركية، كما ربطتها وزارة الخزانة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وتعد “بلا-1” جزءًا من ما يُعرف بـ “أسطول الظل الإيراني”، الذي يشمل 29 ناقلة تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات صارمة.
تفاصيل الاستعدادات الأميركية لعملية الاقتحام
يقتصر تنفيذ عمليات الاقتحام القسري على فريقين متخصصين من خفر السواحل الأميركي يعرفان باسم فرق الاستجابة البحرية الخاصة، القادرين على النزول بالحبال من المروحيات على متن السفن.
وأكدت المصادر أن البنتاغون اضطرت لتوفير معدات إضافية لمواجهة أي مقاومة من طاقم السفينة، الذي أبدى عدم تعاون واضح حتى الآن.
وتمتلك الشركة المالكة للناقلة، وهي شركة تركية تُدعى “لويس مارين شيبهولدينغ إنتربرايز”، سفينة “بلا-1”، ولم يصدر أي تعليق رسمي من قبلها حتى الآن.
نشاطات مريبة للناقلة
تشير بيانات شركات تتبع الشحن البحري إلى أن “بلا-1” شاركت في أنشطة مشبوهة مثل تعطيل نظام تحديد الموقع، ونقل النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر، والتسجيل تحت أعلام دول أخرى بشكل مزيف، ما يرتبط مباشرة بسلوكيات أسطول الظل الإيراني.
وتختلف حالة “بلا-1” عن ناقلات أخرى احتجزتها الولايات المتحدة مؤخراً، مثل “سنتريز” و”كلي”، التي تعاونت أطقمها مع السلطات الأميركية وتم توجيهها لموانئ الولايات المتحدة دون حوادث.
وأظهرت بيانات تتبع الشحن البحري أن الناقلة شاركت في أنشطة مثل إطفاء نظام تحديد الموقع، ونقل النفط من سفينة إلى أخرى في عرض البحر، وتسجيل زائف تحت أعلام دول أخرى، وهي ممارسات مرتبطة بما يُعرف بـ “أسطول الظل”.
من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ما زالت “تلاحق بنشاط سفينة من أسطول الظل الخاضع للعقوبات، ضمن الجهود غير القانونية لفنزويلا للالتفاف على العقوبات”، مؤكدة استمرار مراقبتها عن كثب لكافة تحركات الناقلة
السياق القانوني والسياسي
تأتي هذه المطاردة ضمن جهود الولايات المتحدة لفرض العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي وقطع التدفقات المالية غير القانونية للرئيس نيكولاس مادورو، الذي تتهمه واشنطن باستخدام عائدات النفط لتمويل أنشطة غير قانونية وتهريب المخدرات.
وأكد البيت الأبيض استمرار ملاحقة السفن الخاضعة للعقوبات ضمن الإجراءات القانونية، مشددًا على أن أي محاولة للتملص من العقوبات ستقابل بإجراءات صارمة من قبل القوات الأميركية.










