شهدت الجهة الشمالية لمدينة حلب تصعيداً ميدانياً جديداً، حيث أعلنت قوى الأمن الداخلي (الآسايش) التابعة لـ “قسد”، تعرض أحد حواجزها في محيط دوار الشيحان لهجوم بقذيفتين صاروخيتين من نوع (RPG-7).
تفاصيل الهجوم والرد
وأفاد بيان رسمي صادر عن “الآسايش” أن مصدر القصف هو فصائل تابعة للقوات الحكومية السورية (وزارة الدفاع)، مؤكدة أن قواتها ردت بشكل محدود ضمن إطار “حق الدفاع المشروع عن النفس”.
و أكدت القوات التزامها بعدم التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.
وكشفت “الآسايش” عن إجراء اتصالات مكثفة مع الجهات المعنية والوسطاء لاحتواء الموقف ومنع تكرار الهجمات.
وتسبب الحادث في حالة من التوتر الأمني الشديد في الأحياء المجاورة، لاسيما في الأشرفية والشيخ مقصود.
سياق التوتر: صراع النفوذ في حلب الجديدة
يأتي هذا الحادث في وقت حساس للغاية، حيث تعيش مدينة حلب على وقع توتر مستمر منذ أسابيع بين القوات الحكومية (التي تدير شؤون الدولة بعد التغيير السياسي في ديسمبر 2024) وبين قوى الأمن الداخلي (الآسايش) التي تحتفظ بنفوذها في الأحياء ذات الأغلبية الكردية.
خلفية الأحداث (ديسمبر 2025):
شهدت الأيام القليلة الماضية (22-23 ديسمبر) مواجهات أدت لسقوط ضحايا مدنيين وإغلاق طرق حيوية مثل طريق “غازي عنتاب – حلب”.
يأتي هذا التصعيد قبيل انتهاء المهلة المحددة في “اتفاق مارس 2025” الذي يهدف لدمج قوات قسد ضمن مؤسسات الدولة السورية الجديدة، وسط ضغوط دولية وإقليمية مكثفة.
منطقة تماس هشة
يعد دوار الشيحان نقطة تماس استراتيجية وحساسة، كونه يقع على الخط الفاصل بين الأحياء التي تسيطر عليها “الآسايش” والمناطق الخاضعة للإدارة الحكومية. ويرى مراقبون أن تكرار الحوادث عند هذه النقاط يعكس هشاشة التفاهمات الحالية وقابلية المنطقة للانفجار عند أي احتكاك ميداني.
حتى ساعة إعداد هذا الخبر، لم تسجل إصابات بشرية نتيجة قصف دوار الشيحان، إلا أن الاستنفار الأمني لا يزال في ذروته، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الدبلوماسية الجارية بين الأطراف الفاعلة.










