كشف تقرير استقصائي نشرته صحيفة “تشوسون” الكورية الجنوبية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بشبكة دولية لغسيل الأموال، استخدمت العملات الرقمية لربط المعاملات المالية بين كوريا الشمالية و كيانات الحرس الثوري الإيراني، في خطوة تهدف للالتفاف على العقوبات الدولية المشددة المفروضة على كوريا الشمالية وإيران.
خيوط العملية: من بيونغ يانغ إلى طهران
استناداً إلى بيانات شركة TRM Labs المتخصصة في تتبع تقنية “البلوك تشين”، رصد التحقيق تحويل مبالغ مالية من محفظة رقمية تابعة لغاسل أموال كوري شمالي يدعى “سيم هيون سوب” إلى محفظة مرتبطة مباشرة بكيانات تابعة لـ الحرس الثوري الإيراني.
وبغلت القيمة القيمة المرصودة تحويل بين كوريا الشمالية والحرس الثوري ما لا يقل عن 67 ألف دولار في فبراير الماضي.
ويرجح المحللون أن إيران استخدمت هذه العملات الرقمية لتحويلها إلى دولارات، أو الالتفاف على العقوبات المصرفية، أو حتى سداد قيمة شحنات نفط.
“سيم هيون سوب”: العقل المدبر المطلوب دولياً
سلط التقرير الضوء على الدور المحوري في الصفقات بين كوريا الشمالية والحرس الثوري لـ “سيم هيون سوب”، وهو عميل كوري شمالي مطلوب لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ورفعت الولايات المتحدة مكافأة القبض عليه من 5 إلى 7 ملايين دولار هذا الصيف.
أساليب التمويه عمل سيم في الكويت والإمارات بأسماء مستعارة مثل “سيم علي” و”سيم حاجيم”، منتحلاً صفة ممثل لبنك “كوانغسون”.
و أدار شبكة من خبراء تكنولوجيا المعلومات الكوريين الشماليين الذين قاموا بتحويل رواتبهم وأموال ناتجة عن عمليات قرصنة إلى محافظ رقمية تحت سيطرته.
هونغ كونغ والإمارات.. محطات في رحلة غسيل الأموال
كشف التقرير عن مسارات معقدة لتطهير الأموال قبل وصولها لوجهتها النهائية عبر تحويل العملات المشفرة إلى دولارات عبر وسطاء في الإمارات أو الصين.
وإيداع الأموال في شركات وهمية في هونغ كونغ، التي وصفها أعضاء في الكونغرس الأمريكي بأنها “المركز الجديد لغسيل الأموال”.
كذلك استخدام الأموال لشراء معدات عسكرية (مثل مروحية روسية عبر شركة زيمبابوية) أو مواد خام لإنتاج سلع مقلدة كالسجائر لدعم ميزانية بيونغ يانغ.
اختراق النظام المالي الأمريكي
أشار الجزء الأخطر في التقرير إلى فشل بنوك أمريكية كبرى، مثل “سيتي بنك” و“جيه بي مورغان”، في اكتشاف هذه الأنشطة؛ حيث تمت معالجة 310 معاملات بقيمة 74 مليون دولار عبر النظام المالي الأمريكي دون اعتراضها.
وتعكس هذه البيانات وجود “نظام مصرفي ظلي” كوري شمالي يضم عشرات الوكلاء الذين غسلوا أكثر من 6 مليارات دولار من العملات الرقمية المسروقة، مما يكشف عن ثغرات عميقة في الرقابة المالية الدولية وتحديات جسيمة في مواجهة التحالفات المالية بين الدول الخاضعة للعقوبات.










