أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران تعيش حالياً مواجهة وجودية، معتبراً أن الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الأوروبية يشنون “حرباً شاملة” ضد بلاده تستهدف تدميرها بالكامل.
أخطر من حرب العراق
وفي تصريحات نقلها الموقع الرسمي للمرشد علي خامنئي، عقد بزشكيان مقارنة تاريخية لافتة، قائلاً: “هذه الحرب أسوأ من تلك التي شنها العراق ضدنا. إنها أكثر تعقيداً وصعوبة بكثير”، في إشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) التي كانت تُعد أقسى اختبار أمني واجهه النظام الإيراني منذ تأسيسه.
تداعيات “حرب الـ 12 يوماً” وعودة ترامب
تأتي هذه التصريحات في ظل مشهد ميداني وسياسي متفجر، تميز بالنقاط التالية:
حرب يونيو 2025 حيث شهد شهر يونيو الماضي مواجهة عسكرية مباشرة دامت 12 يوماً، قصف خلالها الجيش الإسرائيلي أهدافاً داخل العمق الإيراني، شملت منشآت نووية، بمشاركة ضربات أمريكية مساندة. وردت طهران حينها بهجمات واسعة بالصواريخ والمسيّرات، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص داخل إيران وفقاً للسلطات الرسمية.
سياسة “الضغط الأقصى” منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أعاد تفعيل سياسة الخنق الاقتصادي، عبر فرض عقوبات إضافية تهدف لاستنزاف العائدات النفطية الإيرانية ومنع مبيعاتها في الأسواق العالمية.
وأدت المواجهات العسكرية إلى الانهيار الكامل للمفاوضات النووية التي كانت قد بدأت في أبريل الماضي بين واشنطن وطهران.
الجبهة الأوروبية والانهيار الدبلوماسي
لم يقتصر هجوم بزشكيان على واشنطن وتل أبيب، بل شمل “الترويكا الأوروبية” (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا)، متهماً إياهم بالانخراط الفعلي في الحرب عبر البدء في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة (Snapback) منذ أواخر سبتمبر الماضي، رداً على تطور البرنامج النووي الإيراني.
ويرى مراقبون أن تشبيه بزشكيان للمرحلة الحالية بحرب الثمانينيات يعكس حجم القلق الإيراني من تضافر الضغوط العسكرية والميدانية مع الحصار الاقتصادي الخانق، في ظل إدارة أمريكية تتبنى نهجاً متشدداً لإجبار طهران على تقديم تنازلات استراتيجية.










