“المعلم” بين العناية المركزة ودعاء الملايين.. ماذا يحدث في كواليس معركة مدرب منتخب مصر السابق حسن شحاتة مع مرض السرطان ؟
الحالة الصحية للكابتن حسن شحاتة تشهد حاليًا مرحلة تعافٍ تدريجي داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، بعد خضوعه في الأسابيع الماضية لعملية جراحية دقيقة بالأمعاء استمرت نحو 13 ساعة، وسط متابعة طبية مكثفة وتطمينات متتالية من أسرته وأصدقائه للجماهير.
ورغم ما تردد من شائعات عن تدهور خطير أو وفاة، تؤكد المصادر القريبة أن حالة “المعلم” مستقرة وفي تحسن، مع استمرار حاجته للمتابعة والعلاج قبل العودة إلى حياته الطبيعية.
بداية الأزمة تعود إلى تعرض الكابتن حسن شحاتة خلال الأشهر الماضية لوعكة صحية متكررة استدعت دخوله المستشفى أكثر من مرة، قبل أن يحسم الأطباء قرارهم بضرورة إجراء عملية جراحية كبرى بعد سلسلة من الفحوصات والتحضيرات استمرت قرابة شهرين.
تقارير صحفية أشارت إلى أنه عانى من مشكلات في الجهاز الهضمي وارتفاع في الصفراء امتد تأثيره إلى المرارة والأمعاء، ما جعل التدخل الجراحي خيارًا لا بديل عنه.
العملية التي خضع لها “المعلم” وُصفت بأنها من الجراحات الدقيقة، واستغرقت نحو 13 ساعة كاملة داخل غرفة العمليات في أحد المستشفيات بالقاهرة، في حضور ومتابعة لصيقة من أسرته وعدد من المقربين من الوسط الكروي.
وبعد انتهاء الجراحة، نُقل شحاتة إلى العناية المركزة للاطمئنان على استقرار المؤشرات الحيوية، قبل أن تبدأ حالة من الارتياح تسود محبيه مع توالي الأخبار عن تجاوزه المرحلة الحرجة.
تطورات الحالة الحالية ونفي الشائعات
خلال الأيام الأخيرة، حرص نجله كريم حسن شحاتة على طمأنة جماهير الكرة المصرية أكثر من مرة، مؤكدًا أن حالة والده “تشهد تحسنًا ملحوظًا” بعد العملية، وأنه ما زال تحت الرعاية الطبية لاستكمال رحلة التعافي.
كريم أوضح أن التأخير السابق في إجراء الجراحة كان نتيجة تعرض والده لعدوى في المعدة (فيروس أو بكتيريا)، ما استلزم علاجها أولًا قبل الدخول لغرفة العمليات، وهو ما تسبب في قلق الجماهير خلال تلك الفترة.
في المقابل، عادت شائعات الوفاة لتطل برأسها على مواقع التواصل كما حدث في سنوات سابقة، قبل أن تسارع قنوات رياضية وصحف كبرى إلى نفيها، مؤكدة أن “المعلم” على قيد الحياة ويتلقى علاجه داخل المستشفى.
قناة الزمالك وإعلاميون مقربون من الأسرة عبروا عن استيائهم من تكرار هذه الشائعات، واعتبروها استغلالًا غير إنساني لحالة نجم قدّم الكثير للكرة المصرية.
اهتمام رسمي وجماهيري واسع
القلق على صحة حسن شحاتة لم يقتصر على جماهير الكرة فقط؛ إذ شهدت الأيام الماضية تحركات رسمية لمتابعة حالته، شملت اتصالات من وزير الشباب والرياضة، واطمئنانًا من وزير الصحة الذي أكد توفير كامل أوجه الرعاية الطبية له.
المتحدث الرسمي لوزارة الصحة نقل له تحيات رئيس الجمهورية وتمنياته له بالشفاء، مشددًا على أن حالته تحظى بمتابعة دقيقة حتى تمام التعافي وخروجه من المستشفى.
على المستوى الجماهيري، امتلأت مواقع التواصل بوسوم مثل “ادعوا للمعلم” و“حسن شحاتة”، واستعاد الجمهور مشاهد التتويج بثلاثية أمم إفريقيا والألقاب التي حققها مع المنتخب، باعتبارها جزءًا من “دين معنوي” يشعر المصريون أنهم مدينون به لمدربهم التاريخي
كثيرون اعتبروا أن الالتفاف حول اسمه في هذه الظروف أقل ما يمكن تقديمه لرجل صنع لحظات فرح نادرة للمصريين والعرب في كرة القدم.
خلفيات الأزمة ومسار التعافي
التقارير الطبية والإعلامية تؤكد أن الوضع الصحي لحسن شحاتة – رغم دقته – يسير في اتجاه الاستقرار، وأنه أنهى المرحلة الأصعب بالجراحة الكبرى، ويتبقى بعض الإجراءات الطبية وجراحة أخيرة “استكمالية” متوقعة، تمهيدًا لعودته إلى حياته اليومية بصورة تدريجية.
نجله أشار في مداخلة تلفزيونية إلى أن والده لا يزال متأثرًا نفسيًا بابتعاده عن الملاعب، لكنه يحرص على متابعة مباريات الدوري المصري، وبخاصة مباريات الزمالك الذي يرتبط به وجدانيًا منذ أن كان لاعبًا ثم مدربًا.
في تصريحات منسوبة لأفراد من أسرته ومقربين، بدا حسن شحاتة متماسكًا، يطالب فقط بالدعاء، دون رغبة في الظهور الإعلامي المتكرر، مفضلًا أن تظل صورته لدى الجماهير مرتبطة بمشهد “المعلم” على الخط يتحدث مع لاعبيه ويحتضن بطولاتهم.
وفي ظل حالة التفاف واضحة من الأندية واللاعبين والاتحادات حول اسمه، يظل الأمل الأكبر لدى الجماهير أن تعلن المستشفى قريبًا خروجه واستكمال علاجه في المنزل، ليكتب صفحة جديدة في مسيرة رجل اعتاد أن يعود من المباريات الصعبة فائزًا، وهذه المرة أمام خصم اسمه المرض.










