الناشط المصري علاء عبد الفتاح يصل إلى لندن بعد الإفراج عنه بموجب العفو الرئاسي، بعد أكثر من عقد من الاحتجاز والسجن في قضايا حرية التعبير. تفاصيل الرحلة، ردود الفعل الدولية، والسيرة الشخصية في تقرير شامل
لندن – ٢٨ سبتمبر/أيلول 2025
وصل الناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح، يوم الجمعة، إلى العاصمة البريطانية لندن، مغادرًا مصر للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، وفق ما أعلنت والدته الأكاديمية والناشطة ليلى سويف عبر حسابها على فيسبوك.
عبد الفتاح، الذي يحمل الجنسية البريطانية، أُفرج عنه بموجب عفو رئاسي مصري صدر في سبتمبر 2025، بعد أن قضى معظم العقد الماضي خلف القضبان في قضايا تتعلق بحرية التعبير. وكان من المقرر أن يشارك في فعاليات حقوقية، لكنه مُنع من مغادرة مصر الشهر الماضي حتى صدور قرار برفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر في 20 سبتمبر الجاري.
ردود الفعل الرسمية والدولية
أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن سعادته بعودة عبد الفتاح إلى بريطانيا، مؤكداً عبر منصة “إكس” على أهمية التئام شمله مع عائلته، وشدد على امتنانه لصدور قرار العفو عنه.
تاريخ الاعتقال والقضايا القانونية
- 2019: اعتقلت السلطات المصرية عبد الفتاح في سبتمبر بعد ستة أشهر من الإفراج عنه تحت المراقبة، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات عام 2021 بتهمة نشر أخبار كاذبة.
- 2025: أصدرت محكمة مصرية قرارًا برفع اسمه من قوائم الإرهاب في يوليو، استنادًا إلى عدم استمرار نشاطه لصالح أي جماعة إرهابية. وأكد محاميه خالد علي أن القرار أنهى جميع الآثار القانونية المترتبة على إدراجه في القوائم، بما في ذلك منع السفر وتجميد الأموال والمنع من تولي الوظائف العامة.
الضغط المحلي والدولي
شهدت قضية عبد الفتاح جهودًا كبيرة من الأسرة والمنظمات الدولية:
- والدته ليلى سويف أتمت إضراباً عن الطعام دام عشرة أشهر حتى يوليو 2025، احتجاجًا على استمرار احتجازه.
- الحكومة البريطانية تفاعلت مع القضية، وأجرى ستارمر اتصالاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمطالبة بالإفراج عنه.
- في لندن، نظمت الأسرة وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية، وأعرب أكثر من مئة عضو بالبرلمان البريطاني عن قلقهم من عدم تقدم الإجراءات.
- شقيقته الناشطة سناء سيف طالبت أمام مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بالإفراج عنه، مؤكدة تعرضه للتعذيب أثناء الاحتجاز.
السيرة الشخصية والنشاط
ولد عبد الفتاح في نوفمبر 1981 لعائلة ناشطة سياسيًا وحقوقيًا: والده أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد ووالدته ليلى سويف. له شقيقتان ناشطتان، منى وسناء سيف الإسلام.
بدأ نشاطه في مجال المدونات وإدارة المنصات الإلكترونية منذ 2005، وبرز خلال ثورة 25 يناير 2011، حيث ساهم في تطوير منصات تمكّن المواطنين من المشاركة في صياغة الدستور المصري. كما لعب دورًا في تنظيم مظاهرات ضد المجلس العسكري في أعقاب الثورة، ما أدى إلى اعتقاله عدة مرات.
فترات الاحتجاز والإضرابات
- أُلقي القبض عليه أول مرة عام 2006 للمشاركة في احتجاجات تطالب باستقلالية القضاء، وأفرج عنه بعد 45 يومًا.
- بين 2011 و2014، تعرض لسلسلة من الاعتقالات بسبب مشاركته في احتجاجات سياسية، أبرزها أحداث ماسبيرو وأحداث مجلس الشورى، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات أيدتها محكمة النقض في 2017.
- في سبتمبر 2019، اعتقل مجددًا وظل في السجن حتى الإفراج عنه بالعفو الرئاسي 2025.
- خلال فترة احتجازه، خاض عدة إضرابات عن الطعام، تضامنًا مع والدته، واحتجاجًا على منع زيارة القنصلية البريطانية له.
الاهتمام الدولي
- أعرب مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى في 2022 عن قلقهم من حالة عبد الفتاح الصحية داخل السجون المصرية.
- الحكومة البريطانية تابعت قضيته بشكل مستمر، واعتبرت الإفراج عنه خطوة مهمة لتصحيح الوضع القانوني وإنهاء قضيته.










