توفيت الدكتورة شمشاد أختر، أول امرأة تتولى رئاسة بنك باكستان المركزي ووزيرة المالية المؤقتة، عن عمر 71 عامًا. اكتشف مسيرتها المهنية الملهمة ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني والدولي
توفيت الدكتورة شمشاد أختر، الحاكمة السابقة لبنك باكستان المركزي ووزيرة المالية المؤقتة في حكومتي تصريف الأعمال، عن عمر يناهز 71 عامًا إثر سكتة قلبية، بينما كانت تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة بورصة باكستان. تُعد أختر رمزًا للمرأة في عالم الاقتصاد والمال، وملهمة للشابات في باكستان والعالم، بعد أن كسرت الحواجز التقليدية لتصبح أول امرأة تتولى قيادة البنك المركزي، وأسهمت بشكل مباشر في تعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير السياسات المالية على المستويين المحلي والدولي.
تقرير -إسلام آباد – 28 ديسمبر 2025
توفيت الدكتورة شمشاد أختر، الرئيسة السابقة لبنك باكستان المركزي ووزيرة المالية المؤقتة في حكومتي تصريف الأعمال، عن عمر يناهز 71 عامًا إثر سكتة قلبية، بينما كانت تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة بورصة باكستان، تاركة إرثًا طويل الأمد في الاقتصاد الوطني والدولي.
تُعد أختر واحدة من أبرز الاقتصاديين في باكستان، وتميزت بمسيرة مهنية استثنائية على مدى عقود، امتدت من العمل الوطني إلى الأدوار القيادية في المؤسسات المالية الدولية. وقد دخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة تتولى منصب محافظ بنك باكستان المركزي في 2 يناير 2006، ليكون المنصب الرابع عشر منذ تأسيس البنك في 1948. خلال فترة قيادتها، لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحوكمة الاقتصادية، وإصلاح القطاع المالي، وتعزيز التعاون مع المؤسسات المالية العالمية، كما كانت قوة دافعة في تنفيذ إصلاحات اقتصادية أسهمت في استقرار النظام المالي الوطني.
كما تولت أختر منصب وزيرة المالية في حكومتي تصريف الأعمال مرتين، الأولى في 2018 والثانية بين 2023 و2024، متولية إدارة السياسات الاقتصادية خلال فترات سياسية حساسة، بما في ذلك التوازن بين السياسات المالية والنقدية وضمان استقرار الأسواق في مرحلة انتقال السلطة. تقديرًا لمساهماتها الاستثنائية، مُنحت أختر وسام النيشان إيمتياذ، أعلى وسام مدني في باكستان، في 23 مارس 2024، اعترافًا بخدماتها البارزة في الاقتصاد والمالية العامة.
مسيرة مهنية دولية بارزة
قبل توليها قيادة البنك المركزي، شغلت أختر منصب المدير العام لقسم جنوب شرق آسيا في بنك التنمية الآسيوي، حيث مثلت البنك في بنك التسويات الدولية والمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية. أكسبتها هذه المناصب خبرة واسعة في الأنظمة المالية لجنوب شرق آسيا، آسيا الوسطى، والصين، وأسهمت في تعزيز استراتيجيات التنمية المالية في المنطقة.
عملت أيضًا لمدة عشر سنوات مع البنك الدولي في باكستان، وساهمت في تحليل السياسات الاقتصادية الكلية، ووضع سياسات مالية ونقدية، وتطوير الأسواق المالية. ألفت أبحاثًا مؤثرة في مجالات الضرائب، والعلاقات المالية بين الحكومات، ومكافحة الفقر، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، ولعبت دورًا رئيسيًا في إصلاح المؤسسات المالية والتنظيمية.
كما شغلت منصب نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP)، حيث ساهمت في تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والتنمية المستدامة والشاملة، وأصبحت صوتًا مرموقًا في صنع السياسات المالية والاقتصادية على مستوى القارة.
جوائز دولية
حظيت أختر بالعديد من الجوائز، منها لقب أفضل محافظ بنك مركزي في آسيا من مجلة Emerging Markets وThe Banker، واختارتها Wall Street Journal Asia ضمن أفضل 10 نساء محترفات في المنطقة. كما حصلت على أوسمة من رؤساء كازاخستان وتركمانستان، وشاركت كمستشارة عالمية في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وعضوًا في عدة منصات سياسية تابعة لمجموعة العشرين والأمم المتحدة.
التعليم والإرث الملهم
ولدت شمشاد أختر في حيدر آباد، وتلقت تعليمها المبكر في كراتشي وإسلام آباد، قبل أن تتابع تعليمها العالي على النحو التالي:
- بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة البنجاب (1974).
- ماجستير في الاقتصاد من جامعة قائد الأعظم.
- ماجستير في اقتصاد التنمية من جامعة ساسكس، المملكة المتحدة (1977)
- دكتوراه في الاقتصاد من Paisley College of Technology، المملكة المتحدة (1980).
كما كانت زميلة Fulbright بعد الدكتوراه، وزميلة زيارة في قسم الاقتصاد بجامعة هارفارد عام 1987.
تُعتبر شمشاد أختر رمزًا للمرأة في عالم المال الذي يهيمن عليه الرجال، وملهمة للشابات لتأكيد أن الكفاءة والشجاعة يمكن أن تعيدا تعريف القيادة والتميز في أعلى المناصب الاقتصادية والإدارية.
ردود فعل رسمية وشخصية
- الرئيس آصف علي زرداري أعرب عن حزنه العميق، مشيدًا بمساهماتها في تعزيز الإدارة الاقتصادية والمؤسسات المالية، ودعا الله أن يتغمدها برحمته.
- رئيس الوزراء شهباز شريف وصفها بأنها «خادمة عامة مخلصة» وأسهمت في تقوية الهيكل المالي للدولة، مقدمًا صادق تعازيه لعائلتها.
- وزير المالية محمد أورنجزيب أشاد بنزاهتها ومهنيتها، واعتبرها صوتًا راشدًا وموثوقًا في تاريخ الاقتصاد الباكستاني.
- قائد الجيش الباكستاني الجنرال أسيم منير أعرب عن حزنه العميق، ودعا الله أن يمنح عائلتها الصبر على هذا الفقد الجلل.
- الدبلوماسية الباكستانية السابقة لدى الأمم المتحدة، ميليحة لودهى، قالت إنها شعرت بـ«صدمة كبيرة» لفقدانها، مؤكدة أن خدماتها ستظل محل تقدير دائم.
- صحفيون بارزون مثل خرم حسين وعلي خضر قدموا تعازيهم وصلواتهم، معتبرين رحيلها خسارة كبيرة للبلاد والعالم الاقتصادي.
رحيل الدكتورة شمشاد أختر يشكل فقدانًا كبيرًا ليس فقط لباكستان، بل للعالم الاقتصادي بأسره. فقد كانت نموذجًا يُحتذى به في القيادة المالية، ومصدر إلهام للشابات لإثبات أن الكفاءة والالتزام يمكن أن يفتحا الأبواب أمام المرأة لتتبوأ أعلى المناصب. ستظل إرثها المهني وإنجازاتها محفورة في ذاكرة المؤسسات الاقتصادية الوطنية والدولية










