غضب سوداني في الدار البيضاء: هل يدفع المنتخب ثمن فوضى التحضير قبل موقعة غينيا؟».
مباراة السودان وغينيا الاستوائية في كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب تُقام اليوم الأحد 28 ديسمبر على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ضمن منافسات المجموعة الخامسة، وسط أجواء مصيرية للمنتخبين بعد خسارتهما في الجولة الأولى.
يدخل المنتخبان اللقاء وهما يبحثان عن أول ثلاث نقاط لإحياء آمال التأهل في مجموعة تضم الجزائر وبوركينا فاسو، ما يمنح المواجهة طابعًا حادًا وضاغطًا على اللاعبين والجهازين الفنيين.
سياق البطولة والمجموعة
تقام بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر 2025 حتى 18 يناير 2026، بعد قرار ترحيلها إلى الشتاء لتفادي تضارب المواعيد مع مونديال الأندية الموسّع في الولايات المتحدة.
وتضم مجموعة السودان (الخامسة) منتخبات الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، ما يجعل كل نقطة حاسمة في سباق التأهل إلى ثمن النهائي.
افتتح السودان مشواره بهزيمة قاسية أمام الجزائر، بينما خسر منتخب غينيا الاستوائية أمام بوركينا فاسو في الجولة الأولى، ليصل المنتخبان إلى الجولة الثانية بلا رصيد من النقاط وتحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير.
وتُلعب مباراة اليوم في مدينة الدار البيضاء على أرضية ملعب محمد الخامس، في توقيت مسائي يمنح الفرصة لحضور جماهيري لافت من الجاليتين السودانية والغينية والجمهور المغربي المحب للكرة الإفريقية.
وضع وحظوظ منتخب السودان
المنتخب السوداني يدخل مواجهة اليوم وهو يجر وراءه سلسلة سلبية ممتدة في النهائيات الإفريقية، حيث لم يحقق الفوز منذ انتصاره على بوركينا فاسو في دور المجموعات عام 2012، مكتفيًا بالتعادلات والخسائر في النسخ اللاحقة
كما فشل في التسجيل إلا في مباراة واحدة فقط خلال آخر خمس مباريات له في كأس الأمم، وهو مؤشر يضع علامات استفهام كبيرة حول الفاعلية الهجومية وقدرات الخط الأمامي على استغلال الفرص.
الهزيمة أمام الجزائر في الجولة الأولى لم تكن مجرد خسارة نقاط، بل كشفت عن ثغرات واضحة في التنظيم الدفاعي وسرعة الانهيار الذهني بعد تلقي الأهداف، إلى جانب تأثير طرد اللاعب صلاح عادل الذي كان أول حالة طرد للسودان في البطولة منذ عام 2012.
الجهاز الفني بقيادة كواسي أبياه يجد نفسه تحت ضغط مضاعف، إذ لم ينجح في الفوز بمباراته الافتتاحية في أي من مشاركاته السابقة في كأس الأمم، ما يزيد من حساسية مباراة غينيا وقد يحولها إلى مفترق طرق لمستقبله مع «صقور الجديان».
وضع وحظوظ غينيا الاستوائية
على الجانب الآخر، يدخل منتخب غينيا الاستوائية اللقاء وهو متسلح بتاريخ إيجابي في مواجهاته السابقة أمام السودان في التصفيات، حيث فاز في مباراتين خلال تصفيات أمم إفريقيا 2019، ما يمنحه أفضلية نفسية قبل الصدام الأول بينهما في النهائيات.
ورغم خسارته في الجولة الأولى أمام بوركينا فاسو بنتيجة 2–1 بعد استقبال هدفين في الوقت بدل الضائع، فإن الأداء الهجومي والقدرة على التسجيل يمنحان الجمهور أملاً في الاستفاقة أمام السودان.
يُعَد تسجيل مارفين أونيبو هدف غينيا في المباراة الأولى ثاني هدف رأسي في تاريخ الفريق بالبطولة، ما يعكس اعتماد المنتخب على الكرات الثابتة والقدرات الهوائية داخل منطقة الجزاء.
كما لم يخسر المنتخب مطلقًا مباراته الثانية في دور المجموعات عبر مشاركاته السابقة، حيث حقق ثلاثة انتصارات وتعادلًا واحدًا في مباريات الجولة الثانية، وهي سلسلة تحاول غينيا الاستوائية التمسك بها في ملعب محمد الخامس.
ملامح فنية وتكتيكية متوقعة
من الناحية التكتيكية، يبدو السودان مطالبًا بالخروج من تحفظه الدفاعي التقليدي والضغط بشكل أكثر شجاعة في الوسط، مع محاولة استغلال المساحات خلف أظهرة غينيا التي تميل للتقدم المستمر، خاصة بعد معاناتها من قلة الاستحواذ أمام بوركينا فاسو (نحو 33% فقط).
في المقابل، ستسعى غينيا الاستوائية إلى فرض أسلوب يعتمد على التحولات السريعة واللعب المباشر نحو العمق، مع استثمار نقاط ضعف الدفاع السوداني في التعامل مع الكرات العرضية والضغط العالي في بداية كل شوط.
العامل النفسي سيكون حاضرًا بقوة، فالسودان يخشى سيناريو السقوط المتكرر في دور المجموعات كما حدث في نسخ سابقة، بينما يخوض لاعبو غينيا المباراة وهم على علم بأن أي تعثر جديد قد يعني اقتراب توديع البطولة في مجموعة معقدة.
ويُنتظر أن تلعب الجماهير دورًا مؤثرًا، إذ اعتاد الجمهور المغربي على مساندة المنتخبات العربية والإفريقية التي تقدم كرة قدم مقاتلة، ما قد يمنح السودان دفعة معنوية إذا نجح في دخول المباراة بقوة منذ الدقائق الأولى.










