بوركينا فاسو تتوعد بإسقاط الجزائر مجددًا: هل يدفع محرز ورفاقه ثمن ثقة زائدة قبل الحسم؟
مباراة الجزائر وبوركينا فاسو اليوم الأحد 28 ديسمبر في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب تُعد قمة مشتعلة في المجموعة الخامسة، إذ يدخل المنتخبان المواجهة بهدف حسم بطاقة التأهل المبكرة إلى ثمن النهائي بعد انطلاقة مثالية لكل منهما في الجولة الأولى.
اللقاء يُقام على ملعب مولاي الحسن في الرباط في تمام الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش (19:30 بتوقيت القاهرة)، وسط ترقب جماهيري عربي وإفريقي كبير لما ستسفر عنه موقعة «محاربي الصحراء» و«الخيول».
سياق البطولة والمجموعة الخامسة
تقام نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب من 21 ديسمبر حتى 18 يناير، بمشاركة 24 منتخبًا يتنافسون على اللقب في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وأغادير
وتشهد المجموعة الخامسة وجود الجزائر وبوركينا فاسو والسودان وغينيا الاستوائية، مع تَصوُّر مسبق بوصف الجزائر المرشح الأبرز لصدارة المجموعة، بينما تُعد بوركينا فاسو المنافس الأخطر في سباق التأهل.
الجولة الأولى حملت بداية قوية للمنتخبين؛ حيث فازت الجزائر بثلاثية نظيفة على السودان، فيما قلبت بوركينا فاسو تأخرها أمام غينيا الاستوائية إلى انتصار درامي بنتيجة 2–1 بهدفين في الوقت بدل الضائع
وبذلك يدخل الطرفان مباراة اليوم برصيد ثلاث نقاط لكل منهما، مع أفضلية طفيفة للجزائر في فارق الأهداف، ما يجعل التعادل مرضيًا حسابيًا لكنه لا يضمن الصدارة على المدى البعيد.
وضع منتخب الجزائر قبل القمةالجزائر استعادت شيئًا من هيبتها القارية بانتصارها الافتتاحي على السودان بثلاثية أنهت سلسلة سلبية في كأس الأمم منذ التتويج بلقب 2019، حيث فشلت في تحقيق الفوز في ست مباريات متتالية في نسختي 2021 و2023.
وبرز رياض محرز في الافتتاح بهدفيه أمام السودان، ليؤكد حضوره كقائد فني ومعنوي للمنتخب، بينما أظهر رامي بن سبعيني تفوقًا في الاستحواذ وبناء الهجمة، بعدما تصدر قائمة اللمسات والتمريرات الصحيحة في اللقاء.
رغم ذلك، تتصاعد أصوات ناقدة داخل الإعلام الجزائري بشأن اعتماد الجهاز الفني على نفس الهيكل الأساسي الذي خاض البطولات السابقة، مع تساؤلات حول محدودية منح الفرصة للمواهب الشابة والدماء الجديدة في خطي الوسط والهجوم.
كما تُثار مخاوف من المبالغة في الثقة بعد الفوز العريض على السودان، في ظل اختلاف حجم التحدي الفني والبدني الذي تمثله بوركينا فاسو المرشحة للمنافسة على أدوار متقدمة.
وضع منتخب بوركينا فاسو وطموحاته
منتخب بوركينا فاسو بدأ مشواره بفوز مثير على غينيا الاستوائية، حيث قلب النتيجة في الوقت بدل الضائع وسجل هدفين بعد الدقيقة 90، في سابقة تحدث لأول مرة بتاريخ مشاركاته في دور المجموعات بالبطولة.
كما فرض هيمنته على مجريات اللعب باحتفاظه بنسبة استحواذ بلغت نحو 67%، وهي الأعلى له في كأس الأمم منذ عام 2010، ما يعكس تطورًا واضحًا في شخصيته الهجومية وقدرته على فرض الإيقاع.
التاريخ القريب يمنح «الخيول» ثقة خاصة أمام الجزائر؛ فالفريق وصل إلى نهائي 2013 والمربع الذهبي في 2017، واعتاد إزعاج الكبار في الأدوار الإقصائية والمجموعات
كما أن بعض أهدافه الأخيرة جاءت من مقاعد البدلاء، حيث سجل البدلاء ثلاثة من آخر ستة أهداف للمنتخب في البطولة، ما يجعل دكة الاحتياط عنصرًا مؤثرًا في حسابات اللقاء
التاريخ بين المنتخبين ودلالاتها
للقاء المرتقب هو الرابع بين الجزائر وبوركينا فاسو في نهائيات كأس الأمم، بعد مواجهات 1996 و1998 و2023، وكلها جرت في دور المجموعات.
عبر هذه المواجهات الثلاث، حقق كل منتخب انتصارًا واحدًا وانتهت مباراة واحدة بالتعادل، مع تسجيل الطرفين في جميع اللقاءات، ما يعكس ميل هذه القمة إلى الغزارة التهديفية وعدم الاكتفاء بالتحفظ الدفاعي.
إجمالًا، يحمل تاريخ المواجهات الرسمية بين المنتخبين 19 مباراة، بواقع ستة انتصارات لكل طرف وسبعة تعادلات، في توازن نادر يعزز وصف المباراة بأنها متكافئة تمامًا رغم أفضلية الاسم والتجربة للجزائر.
كما أن آخر ثلاثة لقاءات بينهما في مختلف المسابقات انتهت بالتعادل، بينها مواجهة دور المجموعات في نسخة 2023 بالإضافة إلى مباراتي تصفيات كأس العالم 2026، ما يدفع محللين إلى التحذير من تكرار سيناريو «تقاسم النقاط».
ملامح فنية وتكتيكية متوقعةمن الناحية الفنية، ينتظر أن يدخل المنتخب الجزائري المباراة بتوازن أكبر بين الهجوم والدفاع مقارنة بمباراة السودان، مع الاعتماد على محرز في صناعة الفارق على الأطراف، وتقدم الأظهرة بحذر خشية المرتدات السريعة للخيول.
ويظل الرهان على الكثافة في وسط الملعب لتعطيل بناء اللعب البوركيني، خاصة أن هذا الأخير أثبت في الجولة الأولى قدرته على التقدم بالخطوط مع الحفاظ على التوازن الدفاعي.
في المقابل، قد يواصل منتخب بوركينا فاسو رهانه على الضغط العالي في منتصف الملعب واستغلال السرعات في العمق والأطراف، مع الإيمان بقدرته على التسجيل حتى الدقائق الأخيرة كما أظهر أمام غينيا الاستوائية.
العامل البدني والتركيز الذهني في الأمتار الأخيرة من المباراة سيحسم الكثير، إذ سبق وأن استقبلت الجزائر أهدافًا حاسمة في الدقائق الأخيرة خلال نسخ سابقة، بينما صنع burkina فاسو اسمه كمنتخب لا يستسلم حتى صافرة النهاية.
بهذه المعطيات، تتحول مواجهة الجزائر وبوركينا فاسو إلى معركة مبكرة على نصف بطاقة الصدارة، وإلى اختبار حقيقي لمدى قدرة كل منتخب على ترجمة طموحه القاري إلى أداء فعلي على أرض المغرب، في ليلة قد تعيد رسم ملامح المجموعة الخامسة بالكامل.










