تصعيد دموي في الساحل السوري: قتلى وجرحى برصاص “الأمن العام” خلال قمع تظاهرات تطالب بالفيدرالية
شهدت محافظات الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس) وأجزاء من ريف حماة وحمص، اليوم الأحد، موجة احتجاجات واسعة النطاق هي الأعنف منذ تولي السلطة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى جراء تدخل قوات الأمن لفض المتظاهرين بالقوة.
تقرير يرصد مجازر ارتكبتها قوات الشرع في الساحل السوري
تحرك واسع بدعوة من “المجلس العلوي”
جاءت هذه المظاهرات استجابة لدعوة الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، حيث خرج الآلاف في مدن اللاذقية، وجبلة، والقرداحة، وطرطوس، وبانياس، ومصياف، بالإضافة إلى قريتي فاحل وبلقسة بريف حمص الغربي.
وتركزت مطالب المحتجين على ثلاثة محاور رئيسية:
المطلب السياسي: إقامة نظام حكم فيدرالي ولامركزية سياسية واسعة تضمن حقوق المكونات السورية وحق تقرير المصير.
واشنطن تتهم فرقة الحمزة وسليمان شاه بارتكاب مجازر الساحل السوري
المطلب الحقوقي: الإفراج الفوري عن المعتقلين (خاصة المنتمين للطائفة العلوية) ووقف الاعتقال القسري.
المطلب الأمني: وقف القتل الطائفي والاختطاف، خاصة بعد تفجير مسجد في حمص مؤخراً والذي أثار مخاوف عميقة لدى الأهالي.
قمع بالرصاص الحي ومدرعات في الشوارع
أفادت تقارير ميدانية بأن قوات الأمن العام (الأمن الداخلي) التابعة لسلطة الشرع، مدعومة بمجموعات مؤيدة، واجهت المتظاهرين السلميين بعنف مفرط.
اللاذقية: اقتحمت المدرعات ساحة التجمع عند “دوار الأزهري”، وأطلقت النار بشكل مباشر على المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط 3 شهداء على الأقل وصلوا إلى مشافي المدينة، بالإضافة إلى عشرات الإصابات الخطيرة.
طرطوس وجبلة: شهدت الأحياء المدنية إطلاق نار عشوائياً، وتحولت بعض الاحتجاجات إلى مواجهات دامية استخدم فيها الرصاص الحي والأسلحة البيضاء ضد المحتجين.
مجازر طائفية في الساحل السوري: جهاديون أجانب يوثقون جرائمهم بحق العلويين
ريف حماة (مصياف): خرجت مظاهرات حاشدة أكدت على المطلب الفيدرالي، وسط حالة من التوتر الشديد وانتشار أمني كثيف.
تفاقم التوتر الطائفي والمخاوف من الانزلاق
تعد هذه الاحتجاجات امتداداً لتحركات سابقة بدأت في نوفمبر الماضي، إلا أن التصعيد الحالي يعكس عمق الفجوة بين السلطة الانتقالية والمكونات في الساحل.
فبينما تتحدث السلطات عن “تأمين التظاهرات وملاحقة الخارجين عن القانون”، تتهم الفعاليات المحلية “ميلشيات الأمن العام” بتنفيذ أجندة إقصائية واستهداف مباشر للمدنيين على أساس طائفي.
ردود الأفعال وسياق الأزمة
يعيش الساحل السوري حالة من الغليان والترقب في ظل تدفق المعلومات المتضاربة عن أعداد الضحايا، وسط تحذيرات حقوقية من تحول هذه الاحتجاجات إلى مواجهة شاملة إذا لم يتم الاستجابة للمطالب السياسية والأمنية الملحة ووقف استخدام القوة العسكرية في مواجهة المطالب السلمية.










