في خطوة تعكس جدية أنقرة في تحجيم أنشطة الجماعات السياسية المعارضة للقاهرة على أراضيها، ألقت السلطات الأمنية التركية القبض على ثلاثة أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، بتهمة التحريض والتخطيط لعمليات عدائية تستهدف مقار دبلوماسية مصرية.
مخطط “حصار السفارات”
وكشفت تقارير أمنية وإعلامية أن الموقوفين الثلاثة تورطوا في تنظيم حملات تحريضية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو علناً لاقتحام السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، وفي مقدمتها القنصلية المصرية في إسطنبول.
وجاءت هذه التحركات تحت غطاء التنديد بموقف مصر من الحرب في غزة، ورفع شعارات تحريضية مثل “حاصروا سفاراتهم”، وهي الادعاءات التي نفتها القاهرة جملة وتفصيلاً، معتبرة إياها أجندات سياسية تهدف لتشويه الدور المصري وتأجيج الرأي العام.
تجاوزات ميدانية
شهدت الفترة الماضية محاولات فعلية لتنفيذ هذه التهديدات، حيث تعرضت القنصلية المصرية في إسطنبول لوقفات احتجاجية عنيفة، شملت محاولات لتسلق الأسوار وتشويه الجدران الخارجية، بالإضافة إلى حوادث مشابهة في عواصم أخرى، مما دفع السلطات التركية للتدخل الحاسم لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة الدبلوماسية.
دلالات سياسية: التقارب المصري التركي
يرى مراقبون أن هذا الاعتقال يمثل إشارة قوية من تركيا على التزامها بتعهداتها الأمنية تجاه مصر، في ظل التحسن الكبير في العلاقات منذ عام 2023. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لإجراءات سابقة شملت تقييد النشاط الإعلامي لعناصر الجماعة في إسطنبول،ومراجعة ملفات الجنسية والإقامة لعدد من القيادات.
والتنسيق الأمني المباشر لمنع أي أنشطة عدائية تنطلق من الأراضي التركية تجاه القاهرة.
ردود أفعال متباينة
وفي أعقاب عملية الاعتقال، أطلق ناشطون وعناصر تابعة للجماعة في تركيا حملات إلكترونية للضغط على السلطات التركية للإفراج عن الموقوفين، معربين عن مخاوفهم من احتمالية “ترحيلهم” إلى مصر، وهو الملف الذي لا يزال يشكل حساسية بالغة في الأوساط السياسية.










