تشهد ولاية فلوريدا الأمريكية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يرسم ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث كشف وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عن تفاصيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تزامناً مع ترقب لقاء قمة يوصف بـ “الحساس” يجمع الأخير بالرئيس دونالد ترامب.
روبيو: أمن المنطقة والطاقة في الصدارة
وعبر منصة “إكس”، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو عن أجندة محادثاته مع نتنياهو، مؤكداً أنها تركزت على ثلاثة محاور رئيسية:
الأمن الإقليمي: مواجهة التهديدات المشتركة وتعزيز الاستقرار.
التعاون الطاقي: تعزيز الشراكة في مجال الطاقة والازدهار الاقتصادي.
مكافحة معاداة السامية: الالتزام المشترك بمحاربة الكراهية دولياً. وشدد روبيو على أهمية استمرار الشراكة الاستراتيجية لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، في رسالة طمأنة واضحة للحليف الإسرائيلي.
لقاء ترامب ونتنياهو: “حاجة متبادلة” وسط عدم ثقة
وعلى الرغم من عروض الصداقة، وصفت شبكة “سي إن إن” اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو مساء اليوم الاثنين في “بالم بيتش” بأنه “لحظة حساسة”. فبينما يسعى نتنياهو لمطالبة ترامب بنهج أكثر صرامة ضد حماس وتحذيره من صواريخ إيران الباليستية، يتبنى ترامب – الذي يروج لنفسه كـ “رئيس للسلام” – رؤية حذرة تجاه الانخراط العسكري الواسع، منتقداً بعض الخطوات الإسرائيلية الأخيرة مثل الغارات على سوريا.
ويرى المحلل السياسي آرون ديفيد ميلر أن العلاقة يحكمها “الاعتماد المتبادل” لا الثقة المطلقة؛ فترامب يحتاج لنتنياهو لإنقاذ خطته للسلام في غزة، ونتنياهو يحتاج لغطاء ترامب السياسي لمواجهة الضغوط الداخلية المطالبة باستقالته.
اتفاق غزة.. حبر على ورق؟
يأتي هذا الاجتماع بعد أكثر من شهرين على سفر ترامب إلى مصر لتوقيع اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، وهو الاتفاق الذي يواجه عثرات كبرى في التنفيذ؛ حيث تشير التقارير إلى أن بنوداً جوهرية في الخطة لا تزال “حبراً على ورق” بسبب تجديد إسرائيل لقبضتها العسكرية على القطاع، وهو ما قد يشكل نقطة خلاف رئيسية في محادثات فلوريدا.











