إيران على صفيح ساخن.. انهيار الريال يفجر الشوارع والأسواق وسط دعم أمريكي ووعيد دولي
دخلت الاحتجاجات الشعبية في إيران يومها الثالث على التوالي بموجة إضرابات واسعة شملت الشرايين الاقتصادية الكبرى، ردا على الانهيار التاريخي لسعر صرف الريال مقابل الدولار.
وبينما ترد السلطات بحشد أمني مكثف، بدأت الشعارات السياسية المباشرة تتجاوز المطالب المعيشية لتنادي برحيل النظام، وسط مراقبة دولية لافتة.
جبهة الأسواق والجامعات (العصيان المدني)
شهد يوم الثلاثاء شللا شبه تام في المجمعات التجارية والأسواق التقليدية (البازارات) في كبرى المدن الإيرانية.
و أغلقت المحلات التجارية أبوابها في مناطق (شوش، مولوي، زارغارها، وأهان) وانضمت إليها مساحات واسعة في العاصمة طهران.
وسادت حالة من الإضراب في ساحة “نقش جهان” التاريخية بأصفهان، وامتدت المسيرات إلى كراج ومشهد ودارغاهان وجزيرة قشم.
و دخلت الجامعات بقوة على خط المواجهة؛ حيث دعت منظمات طلابية في جامعات (طهران، شيراز، أمير كبير، بهشتي، وخاجة ناصر) الطلاب للانخراط في موجة الاحتجاجات، مما يمنح الحراك طابعا نخبويا وشبابيا منظما.
التصعيد الميداني والشعارات السياسية
رغم الانتشار الأمني الواسع للقوات الحكومية في طهران وكراج ومشهد، إلا أن المتظاهرين واصلوا ترديد شعارات تجاوزت “الخطوط الحمراء” التقليدية. ومنذ مساء الأحد 28 ديسمبر، سمعت في مدن (زنجان، همدان، كرمان، وبارديس) شعارات مثل:”هذا عام الدم.. تم الإطاحة بسيد خامنئي”و”هذه ليست المعركة الأخيرة.. سيعود بهلوي”.
وفي سياق متصل، أصدر السجين السياسي البارز أبو الفضل غدياني بيانا من خلف القضبان، أكد فيه أن “خلاص إيران يعتمد على سقوط الجمهورية الإسلامية”، معلنا دعمه الكامل للإضرابات.
الموقف الأمريكي..دعم سياسي مباشر
انتقلت واشنطن من مرحلة المراقبة إلى الدعم العلني للمحتجين عبر تصريحات حادة حيث صرح مايك والتز سفير أمريكا لدى الأمم المتحدة عبر منصة “إكس” بأن “الشعب الإيراني يريد الحرية وعانى من آيات الله لفترة طويلة جدا”، مؤكدا أن النظام لم يجلب سوى “الركود والحرب”.
فيما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة بقيام السلطات الإيرانية بإطلاق النار على المتظاهرين، محذرا من استمرار سياسة القمع والقتل.
بينما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تحليلا معمقا أشارت فيه إلى أن الضغط على طهران وصل إلى مستويات غير مسبوقة للأسباب التالية، انهيار العملة يأتي في أعقاب حرب مباشرة مع إسرائيل، مما استنزف الموارد المحدودة أصلا.
ورغم تسجيل أعلى معدل إعدامات منذ 4 عقود واعتقال الشخصيات المؤثرة، إلا أن “الانتفاضة الشعبية” اندلعت، مما يشير إلى كسر حاجز الخوف.
و تواجه إيران تحذيرات إسرائيلية جدية باتخاذ إجراء عسكري لمنع طهران من إعادة بناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية التي تضررت في المواجهات الأخيرة.
تجد الجمهورية الإسلامية نفسها اليوم بين فكي كماشة؛ داخليا عبر انهيار اقتصادي وعصيان مدني يتوسع، وخارجيا عبر ضغط أمريكي متصاعد وتهديد عسكري إسرائيلي وشيك. إن صمود الأسواق وانضمام الجامعات يشي بأن هذه الموجة قد تكون الأكثر تعقيدا في مواجهة النظام منذ سنوات.










