خاص المنشر الاخباري، خرج الصراع بين السعودية والإمارات إلى العلن في اليمن مؤخرا، خاصة في محافظتي حضرموت والمهرة، مع ضربات جوية سعودية استهدفت دعما عسكريا إماراتيا للمجلس الانتقالي الجنوبي.
أثار هذا التطور تساؤلات حول مواقف دول الخليج الأخرى سلطنة عمان قطر البحرين الكويت، حيث تتقارب سلطنة عمان وقطر مع الرياض بسبب مخاوف من تمدد إماراتي، بينما تواجه البحرين والكويت مأزقا بين الضغوط السياسية، ويعكس الوضع تفكك التحالف السابق وتصعيدا يهدد الاستقرار الإقليمي
زلزال المكلا 30 ديسمبر 2025: كيف فجّرت سفن “الفجيرة” صراع النفوذ بين السعودية والإمارات؟
صراع السعودية الإمارت في اليمن
نيشهدت محافظة حضرموت ضربات جوية سعودية في ديسمبر 2025 استهدفت سفنين إماراتيتين نزلتا أسلحة وعربات قتالية في ميناء المكلا دون تنسيق، وفق بيان المتحدث التحالف تركي المالكي.
وصف التحالف هذه الخطوة بخرق لقرار مجلس الأمن 2216 ومحاولة فرض وقائع عسكرية، مما يعكس انتقال الخلاف من الخفاء إلى المواجهة المباشرة.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن أسفها لضغوط إماراتية على المجلس الانتقالي للتحرك في حضرموت والمهرة، محذرة من أي تهديد لأمنها الوطني.
يعكس المشهد الحالي انهيارا كاملا للتفاهمات التي بني عليها “تحالف دعم الشرعية” عام 2015.
السعودية انتقلت إلى استراتيجية “الردع المباشر” لحماية أمنها القومي من أي فوضى على حدودها الجنوبية (المهرة وحضرموت).
الإمارات تصر على تثبيت مكاسب حلفائها في “الجنوب العربي” كأمر واقع، معتبرة أن نفوذها البحري في الموانئ اليمنية ضرورة استراتيجية لا يمكن التنازل عنها.
بلهجة “التحذير الأخير” السعودية تخير الإمارات: الانسحاب من اليمن خلال 24 ساعة أو “المواجهة”
سيطرة الانتقالي على المهرة وتوترات عمانية
تبدو سلطنة عمان الأكثر تأثرا بالتحولات الأخيرة، خاصة بعد سيطرة المجلس الانتقالي (المدعوم إماراتيا) على محافظة المهرة والحدود العمانية.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا سيطرته على محافظة المهرة في أوائل ديسمبر 2025، بعد تسليم سلمي من قوات محلية، بما في ذلك المنافذ الحدودية مع عمان مثل صيرفت وشحين.
قادة خنادق القتال.. رباعي الرئاسي اليمني يزلزل عدن: لا طرد للإمارات ولا شرعية لقرارات العليمي
وأثار هذا التمدد قلق سلطنة عمان من نفوذ إماراتي يقترب من حدودها الجنوبية، خاصة مع حساسية المهرة كـ”باب خلفي” استراتيجي لمسقط.
تتقارب عمان مع الموقف السعودي في ظل صراعات خفية مع أبوظبي، حيث ينظر إلى السيطرة الانتقالية كتهديد أمني يفتح أبواب التهريب والتوترات القبلية.
صدمة المهرة: قائد الجيش العُماني يظهر على الحدود اليمنية بالتزامن مع سيطرة الانتقالي
وتجد نفسها اليوم في خندق واحد مع الرياض؛ فالتواجد الإماراتي عند منافذ “صرفيت وشحن” يمثل كابوسا أمنيا للسلطنة، التي ترى في المهرة عمقا استراتيجيا لا يقبل القسمة.
موقف قطر: دعم سعودي مضاد للنفوذ الإماراتي
تقف قطر بوضوح خلف الجهود السعودية لتقليم أظافر النفوذ الإماراتي في الجنوب.
وبحسب مصادر خاصة لـ المنشر الاخباري، تجد الدوحة في دعم “الشرعية” وحزب الإصلاح (المناهض للانتقالي) فرصة لتعزيز محور الرياض وإضعاف خصمها التقليدي “أبوظبي”.
إيران تتهم الإمارات بالاستيلاء على جزيرة سقطرى ومحاولة تقسيم اليمن
يأتي هذا القرب كرد صاع على مقاطعة قطر عام 2017، إضافة إلى دعم حزب الإصلاح اليمني المقابل للانتقالي.
مأزق البحرين والكويت بين الرياض وأبوظبي
تواجه المنامة والكويت ضغوطا هائلة للحفاظ على شعرة معاوية بين الشقيقين اللدودين بسبب ثقل السعودية السياسي الخليجي، رغم دعواتهما للهدوء.
أعربت وزارتا خارجيتهما عن دعم جهود السعودية والإمارات للاستقرار، لكن التصعيد قد يدفع باتجاه تقارب مع الرياض.
الكويت تتمسك بنهجها التقليدي في الوساطة، لكنها تدرك أن الثقل السعودي في الملف اليمني لا يمكن تجاوزه، مما يجعل حيادها يميل “دبلوماسيا” نحو الرياض.
البحرين رغم علاقتها الوثيقة بأبوظبي، إلا أن التزامها التاريخي بالأمن القومي السعودي يدفعها لإصدار بيانات متوازنة تدعم “قيادة المملكة للتحالف”، وهو موقف يقرأ في كواليس السياسة كاصطفاف ضمني مع الرياض.
هل يسقط مجلس التعاون؟
يرى محللون أن الاستقطاب الحالي يهدد بـ “شلل” مجلس التعاون الخليجي كمنظومة سياسية. ففي حال استمرار المواجهات الجوية أو اتساع رقعة الصدام في المهرة، قد نشهد انقساما خليجيا رسميا، محور سعودي قطري عماني، مقابل محور إماراتي منفرد أو مدعوم من بعض القوى الجهوية.
تسوية مؤقتة: تفرضها ضغوط أمريكية وأممية تخشى من استغلال الحوثيين لهذا الشرخ الكبير.
اليمن اليوم لم يعد ساحة لحرب “الشرعية والانقلاب” فحسب، بل تحول إلى “مرآة” تعكس أزمة الثقة العميقة بين قطبي الخليج، في صراع يبدو أن الفائز فيه سيقود دفة القرار الإقليمي لسنوات قادمة.










