أمم إفريقيا تشتعل من الداخل.. أسرار المنتخبات المتأهلة قبل بداية دور الموت
المنتخبات المتأهلة إلى دور الـ16 في كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 تعيش حالة استنفار شامل ما بين معسكرات مغلقة، إصابات تقلق الجماهير، وطفرة معنويات بعد حجز بطاقات العبور من مجموعات بالغة الصعوبة.
ورغم أن جدول المباريات لم يكتمل بعد، فإن ملامح القوى الكبرى بدأت تظهر بوضوح عبر نتائج حاسمة وأخبار فنية وطبية مؤثرة قبل انطلاق الأدوار الإقصائية.
قبل صافرة الحسم.. آخر كواليس منتخبات دور الـ16 في أمم إفريقيا المغرب 2025
المغرب: ضغط الأرض وإصابات مؤثرة
منتخب المغرب ضمن تأهله مبكرًا من دور المجموعات بعد أداء قوي أمام زامبيا وجزر القمر، وتأكيد صدارته بمجموعة شهدت تفوقًا هجوميًا واضحًا بقيادة أيوب الكعبي الذي تصدر قائمة الهدافين مبكرًا.
في المقابل، يعيش الجهاز الفني قلقًا واضحًا بسبب التعامل الحذر مع حالة أشرف حكيمي، الذي غاب عن بعض المباريات بداعي الاحتياط الطبي بعد إصابة في الكاحل مع باريس سان جيرمان، مع تأكيدات بأن الهدف هو تجهيزه بدنيًا لمباريات الأدوار الإقصائية.
كما أكد وليد الركراكي جاهزية المدافع نايف أكرد بعد شكوك حول إصابته، بينما سيغيب القائد رومان سايس عن أحد اللقاءات بسبب إصابة عضلية، ما يفرض تعديلات دفاعية في أول مباريات ثمن النهائي.
مصر: تأهل هادئ وتدوير قبل الأدوار الحاسمة
منتخب مصر حسم التأهل من المجموعة الثانية بعد تعادل سلبي مع أنغولا في لقاء شهد تدويرًا كبيرًا للتشكيل من جانب حسام حسن، مع إراحة عدد من الأساسيين بعد ضمان بطاقة العبور.
أداء الفراعنة اتسم بالواقعية وعدم استنزاف النجوم، في وقت يعتمد فيه الجهاز الفني على خبرة محمد صلاح وتماسك خط الدفاع في مواجهة منافسين أكثر قوة في دور الـ16.
التقارير القادمة من معسكر مصر تشير إلى تركيز كبير على الجانب الذهني، خاصة أن الجماهير تنتظر استعادة الهيبة القارية بعد خيبة النسخ السابقة، مع توقعات بأن يعود التشكيل الأساسي كاملًا بدءًا من أول مباراة إقصائية.
الجزائر ومالي وجنوب إفريقيا: صعود بثقة ورسائل قوية
منتخب الجزائر حسم تأهله مبكرًا عن مجموعته بعد فوز مهم على بوركينا فاسو بهدف لرياض محرز من ركلة جزاء، مع تأكيد تصدره وظهور شخصية قوية للفريق في المباريات الكبيرة.
ورغم تعرض الظهير الشاب خوان حدجام لإصابة اضطرارية في نفس اللقاء وخروجه مبكرًا، نجح جمال بلماضي في الحفاظ على توازن التشكيلة والدفاع عن التقدم حتى صافرة النهاية.
مالي بدورها تأهلت من مجموعة المغرب بعد ثلاث تعادلات صعبة، آخرها أمام جزر القمر بعشرة لاعبين بعد طرد أمادو حيدرة، لتحافظ على سلسلة اللاهزيمة في دور المجموعات لـ12 مباراة متتالية في تاريخها بالبطولة، ما يعكس صلابة تكتيكية واضحة قبل خوض ثمن النهائي.
أما جنوب إفريقيا، فخطف بطاقة الصعود بعد فوز درامي 3–2 على زيمبابوي، في مباراة أظهرت قوة الخط الهجومي وقدرته على العودة رغم الضغط، وهو ما يمنح “بافانا بافانا” دفعة معنوية كبيرة قبل الأدوار الإقصائية.
نيجيريا: تأهل مبكر وطموح لاستعادة الهيبة
منتخب نيجيريا ضمن وجوده في دور الـ16 قبل نهاية دور المجموعات، مستفيدًا من قوة خطه الهجومي وتماسكه الدفاعي، ليؤكد مكانته كأحد “المرشحين الصامتين” على اللقب.
المعسكر النيجيري يركز الآن على الجانب البدني لتجهيز النجوم لمباريات متتالية في فترة زمنية قصيرة، خاصة أن الضغط الجماهيري والإعلامي يطالب بـ”تعويض” خسارة نهائي 2024 أمام كوت ديفوار.
المفاجآت: تأهل منتخبات غير متوقعة
قائمة المتأهلين إلى الآن تضم مزيجًا بين الكبار والتجارب الطموحة، إذ حسمت منتخبات مثل المغرب، مصر، نيجيريا، الجزائر، مالي، وجنوب إفريقيا تواجدها رسميًا في ثمن النهائي، بينما تنتظر منتخبات أخرى استكمال نتائج الجولات الأخيرة لحسم بطاقات أفضل الثوالث.
بعض المنتخبات التي لم تكن مرشحة في البداية، مثل السودان وموزمبيق، حققت نتائج تاريخية في دور المجموعات أبقت حظوظها قائمة حتى اللحظات الأخيرة، ما يعزز احتمالات رؤية “حصان أسود” جديد في الأدوار الإقصائية.
صورة عامة قبل انطلاق ثمن النهائي
المشهد العام قبل انطلاق دور الـ16 يكشف عن بطولتين في بطولة واحدة: صراع كبار القارة على منصة التتويج، وصراع منتخبات الوسط والحصان الأسود على إثبات الذات وإقصاء الأسماء الثقيلة.
الاتحاد الإفريقي ركز في بياناته الأخيرة على إبراز قوة النسخة الحالية من حيث التنافسية، بعد أن أظهرت النتائج تقارب المستويات وغياب الانتصارات السهلة تقريبًا عن معظم مباريات المجموعات.
وسط هذا الزخم، تبقى الأضواء مسلطة على جاهزية نجوم الصف الأول، مثل حكيمي ومحرز وصلاح، وحالة المنتخبات العربية خاصة المغرب ومصر والجزائر، لما تملكه من جماهير كبيرة داخل المغرب وخارجه، في نسخة تبدو مرشحة لكتابة واحدة من أكثر نهايات كأس أمم إفريقيا إثارة في السنوات الأخيرة.










