بأمر من الخامنئي: تعيين الجنرال أحمد وحيدي نائبا للقائد العام للحرس الثوري الإيراني في ظل موجهة احتجاجات جديدة تضرب إيران
أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية،المرشد الإيراني علي خامنئي، مرسوما بتعيين العميد أحمد وحيدي نائبا للقائد العام للحرس الثوري، خلفا للعميد علي فدوي.
الجنرال أحمد وحيدي (مواليد 1958، شيراز) ليس مجرد قائد عسكري، بل هو “صندوق أسود” للعديد من الملفات الأمنية والسياسية الحساسة، ويمتلك خبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود في صلب المؤسسة العسكرية.
مراسم الوداع والتقديم
وذكرت وكالة أنباء “مهر” الإيرانية أن حفل الوداع والتقديم أقيم اليوم، حيث تم رسميا تقديم العميد أحمد وحيدي في منصبه الجديد، مع تقديم الشكر والتقدير للخدمات التي قدمها العميد علي فدوي خلال فترة توليه المنصب.
توقعات القيادة: دور “جهادي وثوري”
حدد مرسوم القائد الأعلى مجموعة من المهام والتوقعات الاستراتيجية للعميد أحمد وحيدي في المرحلة المقبلة، شملت القيام بدور جهادي وثوري لرفع مستوى الجاهزية العملياتية للحرس الثوري، والنهوض بمهام المؤسسة العسكرية بشكل حاسم وسريع.
ومن مهام العميد أحمد وحيدي تسريع تلبية الاحتياجات الروحية والمعيشية لمنتسبي الحرس الثوري، والتفاعل الفعال مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بما يتماشى مع توجيهات القيادة العليا.
تصريحات وحيدي
وفي أول تصريح له خلال الحفل، أعرب أحمد وحيدي عن تقديره لجهود سلفه الجنرال فدوي، مؤكدا التزامه بالخدمة الجهادية إلى جانب القائد العام للحرس الثوري. وقال وحيدي: “آمل أن أتمكن من اتخاذ خطوات فعالة نحو إنجاز مهام الحرس الثوري وخدمة هذه المؤسسة العزيزة”.
دلالات التعيين
يعد الجنرال أحمد وحيدي من الشخصيات ذات الثقل الكبير في الهيكل الأمني والعسكري الإيراني، حيث شغل سابقا مناصب حساسة من بينها وزير الدفاع ووزير الداخلية وقائد فيلق القدس.
ولجنرال أحمد وحيدي: رجل المهام الصعبة في هيكل السلطة الإيرانية
الجنرال أحمد وحيدي (مواليد 1958، شيراز) ليس مجرد قائد عسكري، بل هو “صندوق أسود” للعديد من الملفات الأمنية والسياسية الحساسة، ويمتلك خبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود في صلب المؤسسة العسكرية.
- المسيرة العسكرية المبكرة وتأسيس “فيلق القدس”:
انضم إلى الحرس الثوري الإيراني في بدايات الثورة (1979).
لعب وحيدي دورا مؤثرا في تأسيس وزارة الاستخبارات، وهو مدير رفيع المستوى في الحرس الثوري، حيث شملت مسؤولياته قيادة فيلق القدس من عام 1988 إلى عام 1997 كأول قائد لهذه المؤسسة.
يعتبر المؤسس والقائد الأول لـ “فيلق القدس” (الجناح المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري) في أواخر الثمانينيات، حيث وضع اللبنات الأولى لشبكة النفوذ الإقليمي لإيران قبل أن يتولى الجنرال قاسم سليماني القيادة لاحقا.
- المناصب القيادية والسياسية:
تدرج وحيدي في مناصب رفيعة جعلت منه رقما صعبا في معادلة الحكم:
عمل نائبا لوزير التخطيط والبرامج في وزارة الدفاع خلال فترة تولي الأدميرال علي شمخاني، وخلال فترة تولي سردار نجار منصب وزير الدفاع والدعم، عين وحيدي خلفا له.
وزير الدفاع (2009 – 2013): تولى الوزارة في عهد محمود أحمدي نجاد، وشهدت فترة ولايته قفزة في صناعة الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا: حيث أشرف على إعداد الكوادر العسكرية العليا ووضع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد.
وزير الداخلية (2021 – 2024): عين في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وهو منصب منحه نفوذا واسعا على الملفات الأمنية الداخلية والإشراف على المحافظات والأجهزة الأمنية.
رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجمع تشخيص مصلحة النظام: مما جعله مستشارا أولا في رسم السياسات الكلية للدولة.
- التوجه الأيديولوجي والعسكري:
يصنف وحيدي ضمن “الجناح المتشدد” الصقور، ويعرف بإيمانه العميق بمبادئ “الدفاع الردعي” وتوسيع النفوذ الإقليمي.
يمتلك رؤية أكاديمية وعملية في “الحروب غير المتناظرة” وإدارة الأزمات الكبرى.
- الملاحقات الدولية والجدل:
اسم وحيدي مدرج على قوائم المطلوبين لدى الإنتربول (بناء على طلب الأرجنتين) للاشتباه في ضلوعه في تفجير مركز “آميا” اليهودي في بوينس آيرس عام 1994، وهو اتهام تنفيه طهران جملة وتفصيلا.
مدرج على قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية بسبب دوره في تطوير البرامج العسكرية والتدخلات الإقليمية.
دلالات تعيين وحيدي
يأتي تعيينه خلفا للجنرال علي فدوي في هذا التوقيت الحرج لعدة أسباب:
الخبرة العملياتية: حاجته لقيادة الأركان في ظل التهديدات العسكرية المباشرة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
الربط بين الداخل والخارج: قدرته على التنسيق بين الملفات الأمنية الداخلية (التي أدارها كوزير داخلية) والملفات الخارجية (التي أسسها في فيلق القدس).
تعزيز الانضباط: كلفه الخامنئي برفع “الجاهزية المعيشية والروحية”، مما يشير إلى رغبة القيادة في تعزيز الجبهة الداخلية للحرس الثوري لمواجهة أي استنزاف طويل الأمد.
أحمد وحيدي هو “الرجل الحديدي” الذي تستدعيه القيادة الإيرانية دائما عندما تشتد الأزمات الدولية وتتطلب المرحلة قائدا يجمع بين “الدبلوماسية العسكرية” والقدرة على “الحسم الميداني”










