كشفت تقارير صحفية إسرائيلية، وتحديداً صحيفة “هآرتس”، عن تفاصيل صفقة عقارية “تاريخية” وصفت بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ إسرائيل، حيث استحوذ مستثمرون من الجالية اليهودية السورية المقيمة في الولايات المتحدة (نيويورك ونيوجيرسي) على حصة الأسد في مشروع سكني فاخر بقلب مدينة القدس.
تفاصيل المشروع والصفقة
تتمحور الصفقة حول برجين سكنيين شاهقين قيد الإنشاء في موقع استراتيجي بالقرب من سوق “محانيه يهودا” الشهير بوسط القدس. وبحسب بيانات الشركات المطورة (BSR وJTLV)، فقد جاءت الأرقام كالتالي:
اشترى أفراد الجالية اليهودية السورية حتى الآن 80 شقة فاخرة، مع وجود 40 مشترياً محتملاً إضافياً في قائمة الانتظار، من أصل 200 شقة يضمها المشروع.
وتُقدر التكلفة الإجمالية صفقات الجالية اليهودية السورية بنحو مليار شيكل إسرائيلي (ما يعادل قرابة 270 مليون دولار أمريكي).
وخلال احتفالات “حانوكا” الأخيرة، سجلت عمليات البيع أسعاراً فلكية وصلت إلى 64 ألف شيكل (17,300 دولار) للمتر المربع الواحد.
من هم المشترون؟
تنحدر هذه الجالية اليهودية السورية من أصول حلبية ودمشقية، وتعتبر من أكثر الجاليات اليهودية ثراءً وتماسكاً في الولايات المتحدة (يقدر عددهم بنحو 100 ألف شخص). وقد تمت الصفقة بالتعاون مع شركة OP Jerusalem ومقرها بروكلين، والتي مثلت المستثمرين في هذا المشروع الضخم.
الدوافع: “الملاذ الآمن” والاستثمار
يربط التقرير بين هذه الهجمة الشرائية وبين المناخ العالمي الحالي، حيث يرى هؤلاء المستثمرون في القدس “ملاذاً آمناً” واستثماراً استراتيجياً، مدفوعين بارتفاع معدلات معاداة السامية عالمياً خلال عامي 2024 و2025، مما يدفع الأثرياء اليهود لتأمين عقارات فاخرة في إسرائيل.
انتقادات ومخاوف محلية
رغم الاحتفاء الاقتصادي بالصفقة ووصفها من قبل خبراء عقاريين مثل “نير شمول” بأنها “صفقة غير مسبوقة”، إلا أنها أثارت موجة من الانتقادات داخل القدس:
أزمة السكن: يرى منتقدون أن مثل هذه الاستثمارات الأجنبية الضخمة ترفع أسعار العقارات بشكل جنوني، مما يجعل السكن في المدينة مستحيلاً للسكان المحليين والشباب.
شقق الأشباح: يسود قلق من تحول هذه الأبراج إلى “شقق شبحية” غير مأهولة معظم أيام السنة، حيث يستخدمها المالكون المقيمون في أمريكا كبيوت للعطلات أو كأصول استثمارية فقط، مما يؤثر على حيوية وسط المدينة.










