أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما أسماه “وضعا صعبا” تعيشه الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي ضمتها روسيا مؤخرا إلى أراضيها، في حين أجرى الرئيس الأوكراني زيارة لإحدى الجبهات الساخنة شرق البلاد.
وبحث بوتين خلال استقباله في الكرملين حكام أقاليم دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، العملية العسكرية والأوضاع الإنسانية ومشاريع البناء وإعادة البناء والتنمية وكذلك ملف التكامل ضمن الاتحاد الفدرالي الروسي.
وقال الرئيس الروسي إن بلاده تتعرض مرة أخرى للتحدي، واصفا الفترة الحالية بالصعبة والمهمة. وخلال فعالية لمنح أوسمة، اعتبر بوتين أن الجنود الروس يظهرون أمثلة استثنائية في الشجاعة خلال القتال في أوكرانيا، حسب تعبيره.
وكان بوتين يتحدث في فيديو موجه إلى موظفي جهاز الأمن والاستخبارات الخارجية وحماية كبار المسؤولين، الذين يحتفلون سنويا “بعيدهم المهني” في روسيا في 20 ديسمبر/كانون الأول.
وكان الرئيس الروسي أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي ضم الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيا، بعد إجراء “استفتاءات” محلية نددت بها كييف والغرب.
لكن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استعادت أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، مما شكل انتكاسة كبرى لموسكو بعد هجوم مضاد استمر أسابيع.
في هذه الأثناء، قالت الرئاسة الأوكرانية إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي زار مدينة باخموت على خط الجبهة في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
واعتبر زيلينسكي في تصريحات له أن المعارك التي تشهدها باخموت باتت تكسر الجيش الروسي ومن وصفهم بالمرتزقة الذين جندتهم روسيا ليحلوا محل قواتها التي تضررت جراء الحرب على بلاده.
وأضاف أن روسيا فقدت خلال الحرب ما يقرب من 99 ألفا من جنودها، متوعدا موسكو بمزيد من الخسائر، وأكد أن المعارك التي تشهدها مدينة باخموت شرقي البلاد هي الأكثر سخونة، والمعارك تجري على خط بطول 1300 كيلومتر.
وتسعى القوات الروسية منذ أسابيع إلى انتزاع باخموت التي كان يسكنها 80 ألفا قبل الحرب، كما تسعى للسيطرة على مدينة أفدييفكا، وتشرف باخموت على طريق يؤدي إلى بلدات مهمة أخرى.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، تجددت القصف الروسي على مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد، كما أكدت السلطات الأوكرانية في المقاطعة أن القوات الروسية قصفت الإقليم خلال الساعات الماضية مرات عدة.
كما أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت بلدة سوزيمكي الحدودية مما تسبب في انقطاع جزئي للتيار الكهربائي.
وتقع مقاطعة بريانسك على بعد نحو 380 كيلومترا جنوب غربي موسكو، وهي منطقة متاخمة لأوكرانيا.
من جانبه، اتهم حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فيشيسلاف غلادكوف الجيش الأوكراني بقصف مدينة شيبيكينو المتاخمة للحدود الروسية مع أوكرانيا.
وقال غلادكوف إن القصف تسبب في إصابة شخص بكسور وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ثلث سكان المدينة، مضيفا أن قذائف أخرى سقطت على مستودعات في المنطقة الصناعية بالمدينة.
في المقابل، قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن قصفا مدفعيا متبادلا يجري عند ضفتي نهر دنيبرو في خيرسون، وإن القوات الروسية تعرضت لهزيمة وصفتها بالكبيرة في منطقة تشابلنكا بخيرسون، وإن تلك القوات تواصل سحب وحداتها من مناطق على طول الضفة الشرقية للنهر.
كما أكد الجيش الأوكراني استمرار القصف الروسي على مقاطعات ميكولايف ودنيبرو وزاباروجيا جنوبا وخاركيف ومناطق سيطرة القوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك شرقا.
في سياق متصل، طالبت الولايات المتحدة الأمم المتحدة بالتحقيق في مزاعم تسليم إيران طائرات مسيرة هجومية لروسيا. وخلال جلسة لمجلس الأمن قال روبرت وود نائب المندوبة الأميركية إن عدم تحرك الأمم المتحدة في هذا الشأن دليل على تعرضها لتهديدات روسية.
من جهته، قال مندوب إيران في الأمم المتحدة إن الطائرات المسيرة التي نقلتها بلاده إلى روسيا قبل اندلاع الحرب لا تنطبق عليها الخصائص التقنية