قالت المصادر إن إضرابا عاما نفذ في الضفة الغربية والقدس المحتلة وشل كافة جوانب الحياة العامة والرسمية الفلسطينية، احتجاجا على وفاة الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي من قبل الاحتلال.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عاما) في مستشفى آساف هروفيه الإسرائيلي، نتيجة تدهور حالته الصحية جراء إصابته بسرطان الرئة منذ أكثر من عام.
وحملت الهيئة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن وفاته بسبب ما وصفته بسياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال مع الأسرى.
وقد اتشحت الأراضي الفلسطينية بالسواد حدادا على استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، وأعلنت محافظات عدة الإضراب الشامل تنديدا بسياسة الإهمال الطبي من قبل الاحتلال.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاضراب شمل محافظات رام الله والبيرة والخليل وبيت لحم ونابلس والقدس وغزة. كما وجهت دعوات لتنظيم مسيرات حاشدة حدادا على استشهاده
واعتقل ابو حميد الذي كان يعتبر من قادة حركة فتح الميدانيين من مخيم الأمعري في العام 2002 عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في العام 2000، وحكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات، أضيفت إليها 50 عاما بتهمة تنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.
وخلال محاكمة القيادي في فتح مروان البرغوثي رفض أبو حميد أن يشهد في المحكمة ضد البرغوثي.
وأبو حميد واحد من 5 أشقاء محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى شقيق سادس قتل خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1994.
وقد هدمت إسرائيل بيوت هؤلاء فانتقلوا إلى بيوت أخرى تم هدمها. وبعد أن تدهورت حالة أبو حميد، سمح لأسرته ليلة الاثنين بزيارته في مستشفى داخل إسرائيل.
ونقل عن أفرادها أن أبو حميد كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما كانوا ممنوعين من زيارته.
وقالت لطيفة أبو حميد والدة ناصر “نشكر الله لأنه اختار بيننا شهيدا، والحمد لله تمكنا من زيارته لنقول له الوداع. لقد كان لقاء صعبا ولكن الحمد لله.. كنا محظوظين رأيناه قبل وفاته وودعناه”.
وفي أولى ردود الفعل الفلسطينية، حمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في المعتقل الإسرائيلي.
ودعا اشتية اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التدخل من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال من سجون الاحتلال.
أما الخارجية الفلسطينية فقالت إن هناك حراكا دوليا متواصلا للإفراج عن جثمان الأسير الشهيد ناصر أبو حميد كي يتسنى لعائلته مواراته الثرى.
بدورها أكدت حركة حماس أن استشهاد أبو حميد جريمة كبيرة يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى والشعب الفلسطيني.
ورأت أن سياسة الإهمال الطبي “تكشف مدى إرهاب ونازية مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى”.
كذلك حمّلت حركة الجهاد الإسلامي سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، وطالبت الحركة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالوقوف إلى جانب الأسرى.
من جهتها، أكدت عائلة الشهيد ناصر أبو حميد أنها ستظل في حالة حداد مستمرة إلى أن يتحرر جسد ابنها ومعه سائر جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام، وداخل ثلاجات الاحتلال.