وسط زخم الرصاص ودوي المدافع، يخرج المواطنون من منزلهم شمالي مدينة أم درمان، قاصدين إحدى المتاجر المجاورة يتلمسون بعض احتياجاتهم الحياتية بعد نفاد مخزونهم، لكنهم يصطدموم بشح شديد في بعض المواد التموينية، خاصة الخضروات واللحوم والخبز، وذلك بعد 3 أيام من الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تدور في العاصمة وعدد من المناطق السودانية.
ويوجه المواطنون رسالة لطرفي الصراع في السودان، قائلين : “رسالتنا للقوات المتحاربة هي أن تحتكم لصوت العقل، رأفة بالمواطنين البسطاء”.
من جانبهم أكد شهود عيان أن المخابز في أم درمان خفضت طاقتها التشغيلية، وصارت تعمل لأوقات قصيرة خشية من نفاد مخزونها من الطحين، حيث انقطع الإمداد تماما.
والسبب في ذلك الانقطاع هو إغلاق الجسور النيلية والطرق الرابطة بين أنحاء الخرطوم، مما خلق حالة من الشح في الخبز، واضطر المواطنين للاصطفاف بغرض الحصول عليه.
وقد “اختفت الخضروات تماما من الأسواق، خاصة الطماطم، وهناك نقص في اللحوم الحمراء التي ارتفعت أسعارها، مما دفع المواطنون للجوء إلى مطاحن بلدية للحصول على كميات مقدرة من دقيق الذرة وادخاره في المنزل، تحسبا للمعارك التي ربما تطول أيامها”.
وبالتزامن مع شح الغذاء، هناك أزمة حادة في مياه الشرب في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وبحري وأم درمان، وذلك إثر تعطل محطات نيلية رئيسية نتيجة الاشتباكات العسكرية.
كما تعاني أحياء سكنية واسعة من انقطاع دائم في التيار الكهربائي على مدار 3 أيام، بسبب تأثر محولات كهربائية بإطلاق النار.